توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر إدخال الصراعات فى الحج

  مصر اليوم -

مخاطر إدخال الصراعات فى الحج

بقلم : عماد الدين أديب

هناك دائماً خطر استغلال موسم فريضة الحج فى السعودية وتسييسها بشكل يؤدى إلى إفساد روح الحج القائمة على التعبد والتقرب إلى الله عبر آداب نص عليها الشرع وعلمنا إياها سيد الخلق، عليه أفضل الصلاة والسلام.

وحج هذا العام يتعرّض أكثر من غيره من الأعوام السابقة، لاحتمالات تسييس من 4 قوى:

1 - قوة الحرس الثورى التى تشكل المكون الأساسى من الحجاج الإيرانيين الذين يتوقع أن يبلغ عددهم هذا العام 86 ألفاً، وصل منهم حتى الآن عشرة آلاف و300 راغب فى الحج.

2 - حجاج أتراك جزء منهم ينتمون إلى حزب أردوغان الحاكم، وهم تيار مسيس متأثر بفكر جماعة الإخوان المسلمين.

3 - قوة «لا تعلمونها ولكن الله يعلمها» تنتمى إلى فكر الإرهاب التكفيرى مثل «داعش، القاعدة، جبهة النصرة» ويأتون بالطبع بشكل متخفٍ لأنهم لا ينتمون إلى تنظيمات علنية، وكثير منهم ينتمون إلى هذه التيارات كخلايا نائمة تتحرك عند الضرورة.

4 - القوة الأخيرة هم من تسخرهم حكومة قطر لإثارة القلاقل لإفساد قداسة الحج والإساءة إلى سمعة السعودية كدولة راعية.

ومعظم جهد إفساد الحج من الجانب القطرى يتركز من خلال بيانات الحكومة التى تدّعى أن السعودية تضع العراقيل تجاه الحجاج القطريين.

والحقيقة أن العكس هو الصحيح، وهو أن مندوب الحكومة القطرية لشئون الحج، رفض توقيع بروتوكول التعاون، وقامت الحكومة القطرية بقطع روابط الإنترنت، التى تربط الدوحة بمواقع منح التأشيرات لراغبى الحج القطريين.

وردت الحكومة السعودية على هذا الأمر ببيان صريح وواضح كذّبت ما قالته وتردده قناة «الجزيرة».

وأكدت وزارة الحج السعودية أنها ترحب بالحجاج القطريين، وعلى استعداد لمنحهم التأشيرات، حتى عند وصولهم وتقديم كل التسهيلات لهم.

ويبلغ عدد الحجاج المتوقعين هذا العام قرابة المليون وسبعمائة ألف، كما أدى مناسك العمرة هذا العام 8 ملايين معتمر.

فى الوقت ذاته وصل أمس الأول إلى المدينة المنورة مسئول بعثة الحج الإيرانية ويمثل الولى الفقيه الإيرانى فى بعثة حج هذا العام «حجة الإسلام نواب».

وقال الرجل قبل أن يغادر طهران قبل الصعود للطائرة: «إن تعليمات قائد الثورة الإيرانية، على ضرورة تطبيق شعائر البراءة من المشركين فى عرفات».

وجدير بالذكر أن معظم مشكلات الصدام مع الحجاج الإيرانيين تتم ما بين مكة وعرفات، وكثيراً ما تؤدى إلى تزاحم أو اصطدامات تؤدى لخسائر بشرية.

إن مناسك الحج هى مناسك مقدّسة يؤديها المسلم بغرض التطهر من الذنوب والاغتسال من الذنوب الدنيوية وطلب المغفرة والتقرب إلى الله للوصول إلى الدرجات العلى فى الدار الآخرة.

هذه المناسك، بهذا الفهم، وهذا المعنى، تحتاج إلى أن يتم تنزيهها وترفعها عن ثارات السياسة، ومشاكل الصراع الإقليمى، وهيستيريا أزمات المنطقة.

ولعل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن فضل الحج هو خير ما يمكن أن يوضح لنا الطريق الصحيح فى التعامل مع هذه المسألة.

سُئل الرسول: أى الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد فى سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور».

إذاً تراتبية أفضل الأعمال: الإيمان بالله ورسوله، الجهاد فى سبيل الله، ثم الحج المبرور، وتقديم الإيمان على الجهاد فيه حكمة بالغة وبليغة، لأن هناك فارقاً بين المجاهد المؤمن الذى يفهم شروط وضرورات الإيمان، والمجاهد عن ضلالات وأفكار مرضية.

وجاء فى سورة البقرة «وَلا جِدَالَ فِى الْحَجِّ» الآية: 197.

أما الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه، فقد قال فى خطبة له يوم الجمعة: «انظروا بيت ربكم، فلا يخلون منكم، فلا تناظروا». وأضاف: «فرض عليكم حج بيته الذى جعله سبحانه علامة لتواضعكم لعظمته وإذعانكم لعزته».

لذلك كله ندعو الله أن يمر هذا الحج بسلام وأمان، وأن تراعى فيه أوامر الله ورسوله، بلا صراع ولا جدال ولا فسوق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر إدخال الصراعات فى الحج مخاطر إدخال الصراعات فى الحج



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon