بقلم : عماد الدين أديب
يشعر المتابع للأحداث فى المنطقة فى السنوات الأخيرة بمزيج من «الإنهاك السياسى» الممزوج بالغضب الذى يؤدى به -بطبيعة الحال- إلى الاكتئاب.
وكما يقول المثل المصرى الشهير: «مفيش خبر بييجى من الغرب يسر القلب».
المتابع اليومى لنشرات الأخبار على شاشة التليفزيون والأخبار اللحظية على شاشة الموبايل يجد نفسه غير قادر على الملاحقة لتطورات الأحداث السريعة.
المؤلم أن مجمل الأخبار فى غالبيته العظمى ليس ساراً، فهو ينحسر فى تفجير أو قتل أو محاولة انقلاب أو تظاهرات دموية، أو حرب أهلية، أو أعمال فساد حكومى، أو انهيار جسر، أو حادث قطار بسبب الإهمال وسوء الصيانة.
كلها أخبار محبطة مؤلمة، رغم أن الأحداث اليومية تحتوى على جرعات من الأمل، مثل إنشاء جسر، أو فتح طريق جديد، أو مشروعات كهرباء أو مياه شرب أو إنشاء جامعة جديدة، أو تسلم مقاتلات عسكرية جديدة.
إن الجرعة التى نتلقاها يومياً وتدخل فى شرايين العقل ومسارات الروح وتستقر فى الذاكرة هى جرعات سلبية متتالية مقابل جرعات محدودة من الأخبار الإيجابية التى تشجع على التفاؤل وتدعو إلى الأمل فى أن غداً سيكون -بإذن الله- أفضل من اليوم، لذلك نعايش ما يسمى علمياً بحالات الاكتئاب العظمى وهى حالة مرضية تحتاج إلى علاج شامل.
هذا الإحباط يصل بك تلقائياً إلى «الإنهاك السياسى» بحيث يصبح الإنسان كارهاً لأى جرعة سياسية ولديه الرغبة الدائمة فى الهروب من السياسة ومن رموزها والانعزال والهروب بعيداً.
لذلك أذهب -بعد إذنكم- إلى عطلتى الصيفية!