توقيت القاهرة المحلي 19:14:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنطقة بين الشارع والسلطة

  مصر اليوم -

المنطقة بين الشارع والسلطة

بقلم : عماد الدين أديب

فى حالات الصدام فى الشوارع، أثناء حركات الاحتجاج، هناك منطقان لكل منهما فلسفته يحاول تسويق نفسه.

يحدث ذلك فى ظل غياب لغة الحوار أو مبدأ التفاوض.

المنطق الأول منطق الجماهير المتظاهرة المحتجة على الأوضاع.

يرى هؤلاء أنهم أصحاب حق مطلق فى التظاهر والاحتجاج بكل أشكال الرفض للأوضاع، بدءاً من التظاهرة السلمية الصغيرة إلى الاحتجاج الشعبى الذى يصل إلى حالة العصيان المدنى الشامل الذى يؤدى إلى الشلل الكامل للبلاد والعباد.

ويرى أصحاب هذا المنطق أنهم عاشوا فترة ظلم وإهمال وتهميش جرَّاء الفساد والاستبداد، وأن ما يقومون به من احتجاج هو «رد فعل» طبيعى ومنطقى مضاد فى الاتجاه مساوٍ لحجم المظالم التى وقعت عليهم.

ويرى أصحاب هذا المنطق أنه قد حان الوقت لتغيير أدوات هذا النظام، من سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، بعدما ثبت فشلها فى توفير الحد الأدنى من الحقوق والخدمات الأساسية للمواطنين.

فى المقابل، هناك منطق سلطة الدولة التى تقول إن هناك حجم مشاكل متراكمة موروثة داخل المجتمع، وإنه من الظلم تحميل السلطات الحالية مسئولية أخطاء وخطايا تاريخية قديمة.

وتقول السلطات إن غضب الجماهير فى بعض القضايا محق تماماً، ولكن هناك أيضاً قوى «شريرة متآمرة» تحاول استغلال حقوقه المطلبية، وتُسخرها لأجندات خطرة وخارجية تهدف إلى إسقاط الحكم.

ويقول منطق السلطة إن هناك فارقاً جوهرياً بين حق الاحتجاج من أجل مظالم وحقوق وبين الدعوة إلى إسقاط النظام.

بمنطق السلطة، فإن الدعوة لإسقاط النظام هى دعوة إلى الفراغ السياسى المؤدى إلى الفوضى، وهى جزء من مشروع إسقاط الدولة الوطنية عبر تظاهر الجماهير الذى ظهر فى أوكرانيا وهونج كونج ودول الربيع العربى، ويحدث ذلك الآن فى لبنان والعراق والجزائر.

ويحذر هؤلاء من شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، لأن هذه الدعوة -كما يقولون- «ظاهرها برىء وباطنها شرير».

صراع الشارع الراغب فى خلع السلطة مع الحكم الذى يريد فرض استمراره، فاتورته هى الأغلى والأصعب فى تاريخ الشعوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة بين الشارع والسلطة المنطقة بين الشارع والسلطة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon