توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإصلاح» فى مواجهة «الإفساد»!

  مصر اليوم -

«الإصلاح» فى مواجهة «الإفساد»

بقلم : عماد الدين أديب

فى ظل عالم مضطرب مالياً، متوتر طائفياً، مأزوم اجتماعياً، معظم حكامه بلا بوصلة استراتيجية، وفى منطقة على حافة انفجارات متعددة: كيف يمكن إحداث إصلاح شامل يأتى بالاستقرار والعدالة والإنصاف؟

سؤال الأسئلة الذى يفرض نفسه بقوة على عقول وضمائر كل من هو مهموم -صدقاً- بمستقبل عالمنا العربى الصبور.

هذا التصور ناقشته فى الندوة التى تشرفت بإدارتها فى المنتدى الاستراتيجى هذا الأسبوع وكان ضيفها: دولة الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، ومعالى مروان المعشر، نائب رئيس وزراء الأردن الأسبق، ووزير خارجيته الأسبق.

عنوان الندوة: «صورة العالم العربى فى العقد المقبل».

صعوبة تصور شكل العرب والمنطقة لمدة عقد من الزمان ترجع إلى أننا نعيش عالماً يتسم بالسيولة الشديدة، مفتوح الاحتمالات، كل شىء فيه قابل للحدوث، لا يمكن التنبؤ بردود فعل القائمين عليه مما يوصلك إلى أعلى درجات حالة «عدم التيقن» فى حال اليوم والغد.

هنا نركز حوارنا بالدرجة الأولى حول فكر الإصلاح الشامل لمواجهة هذه الحالة المخيفة المزرية التى يعايشها شعبنا العربى الصبور.

وتعريف الإصلاح السياسى هو «تحسين وضع أو تعديل ما هو خطأ أو فاسد أو غير مُرضٍ»، وتم استخدام هذا المصطلح فى سياقه السياسى لأول مرة فى أواخر حركة كريستوفر ديفل التى سعت لإصلاح برلمانى شامل فى السياسات.

من أفضل ما سمعته بشكل عاقل وواقعى هو ما قاله د. فؤاد السنيورة فى هذه الندوة وهو يصف الإصلاح عندما قال:

1 - «الإصلاح قرار يقوم به المجتمع حينما يكون جاهزاً له وليس حينما يكون مجبراً عليه».

2 - «الإصلاح هو فعل إيمان به وليس ترديداً لكلام شعبوى يسعى لدغدغة وتغييب مشاعر الجماهير».

3 - «الإصلاح ليس بالتدليس على الناس بوعود براقة وكلام معسول ولكن من خلال استنهاض الناس عبر تصويب بوصلة الاتجاه الاستراتيجى».

قال د. السنيورة هذا الكلام بعدما عاصر معاناة وصراعاً وكفاحاً مريراً حينما كان رئيساً لأصعب حكومات لبنان من 19 يوليو 2005 حتى التاسع من نوفمبر 2009.

وتولى أيضاً حقيبة وزارة المالية عدة مرات.

د. مروان المعشر، الذى لديه رصيد من التعمق السياسى والفكرى فى ملف الإصلاح والتحديث كانت له ملاحظات هامة قال فيها:

1 - «إن غضب الجماهير الذى ظهر فى 12 شارعاً عربياً حتى الآن يرجع إلى الشعور العميق بالظلم وعدم الإنصاف وبالعجز عن المشاركة فى صناعة الحاضر والمستقبل.

2 - «فى بداية الربيع العربى تم تخيير الناس بين قبول الاستبداد، أو قبول الفوضى والمجهول، وقتها -حسب كلام د. مروان- اختار الناس قبول الاستبداد لمنع الفوضى والإرهاب -مؤقتاً- ولكن اتضح للجماهير بعد ذلك أن الاستبداد لم يمنع الفوضى ولم يؤدِّ إلى الإصلاح المنشود.

3 - يحذر د. مروان المعشر من الحالة الراهنة للاحتجاجات الشعبية «الموجة الجديدة» كما هو حادث فى شوارع العراق ولبنان والجزائر حيث أصبح المواطن لا يهمه القبول بالفوضى، بل أصبح يرفض خيار إما الاستبداد أو الفوضى، وأصبح مطلبه الرئيسى فلتذهب الطبقة السياسية الحاكمة حتى لو كان البديل هو الفوضى.

4 - يرى د. المعشر أن بداية الخيط فى الإصلاح هى إيجاد صيغة مشاركة للناس فى صناعة القرار.

باختصار نحن كنا، وما زلنا، وسوف نستمر لوقت طويل فى صراع حاد بين فريقين الأول: فى الشارع يتبنى الإصلاح، والثانى فى بعض مراكز الحكم يتبنى «الإفساد».

مباراة بالدم والعرق والدموع لم يطلق فيها «الحكم التاريخى» صفارة النهاية بعد.

إلى أن تأتى صفارة النهاية، فليرحمنا الله، وليلطف بنا، إنه قادر على كل شىء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإصلاح» فى مواجهة «الإفساد» «الإصلاح» فى مواجهة «الإفساد»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon