توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران تحت الضغط

  مصر اليوم -

إيران تحت الضغط

بقلم: عماد الدين أديب

بدأت الإدارة الأمريكية تلحظ بشكل ملموس نتائج العقوبات القاسية التى فرضتها إدارة ترامب على الحكم فى إيران.

وأول هذه المؤشرات، هو ما صرح به المتحدث باسم الحكومة الإيرانية «على ربيعى» من استعداد بلاده لتبادل كامل للسجناء بين البلدين، وشكا المتحدث أن الإدارة الأمريكية لم ترد بعد على الدعوة الإيرانية.

هذا الموقف الذى يأتى بمبادرة من الجانب الإيرانى ما كان له أن يتم بهذا الأسلوب، وبشكل علنى وصريح، لو كان منذ عام مضى.

المتغير الرئيسى هو شعور إيران بثلاثة ضغوطات قاسية فوق قدراتها كدولة وكنظام وكشعب تحمل تكاليفها الموجعة، وهى:

1- العقوبات الاقتصادية والتجارية والمالية التى أحكمت الإدارة الأمريكية فرضها على إيران، ما أضعف العملة الوطنية الإيرانية (التومان) مقابل الدولار، وارتفاع تكاليف كل الواردات وزيادة معدل التضخم والبطالة.

2- الانخفاض القاسى لقيمة الصادرات، ما يشكل خسارة مضاعفة تضاف للخسارة الأساسية، وهى الآتية من نقصان الصادرات الإيرانية من النفط بأكثر من ثلثى إنتاجها اليومى.

إذاً، دخل إيران الأساسى تعرّض لضربتين موجعتين؛ الأولى انخفاض الكميات بشكل مدمر، والثانية انخفاض السعر بشكل قاسٍ.

3- العنصر الضاغط الثالث هو الخسائر المباشرة وغير المباشرة لفيروس كورونا، الذى استدعى تدخل الدولة لعمل تدعيمات اجتماعية وزيادة النفقات الصحية لمواجهة انتشار الفيروس.

ورغم التشكيك فى الأرقام الرسمية لضحايا وباء كورونا فى إيران، فإن الرقم الرسمى الذى أعلنته السلطات -حتى الآن- هو قرابة الـ6 آلاف، فى الوقت الذى نشرت فيه الأقمار الصناعية الأمريكية صوراً لم يتم تأكيدها لمقابر جماعية فى المدن الإيرانية.

ويمكن فهم بعض المرونة الإيرانية من خلال قيام «طهران» بعدم وضع عراقيل جدية فى منح الثقة لحكومة «الكاظمى» فى العراق.

يضاف إلى ذلك عدم قدرة الموازنة الخاصة بالمرشد الأعلى للثورة على توفير كل الالتزامات المالية للقوى الإقليمية الموالية لها فى اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ما أضعف دور هذه القوى كأدوات ضغط على المصالح الأمريكية فى المنطقة.

إذاً، يمكن تلخيص الحالة الإيرانية اليوم فى أنها: ضغط من الخارج دولياً، وضغط من الأطراف إقليمياً، وضعف للحلفاء كقوة تأثير.

من هنا يمكن فهم تعليق البيت الأبيض على بادرة تبادل السجناء التى تقدمت بها إيران بالقول: «لم تعتد الولايات المتحدة أن تناقش وتفاوض فى مثل هذه المسائل الحساسة على وسائل الإعلام».

بالتأكيد، هناك رغبة أمريكية منطقية لتبادل السجناء مع إيران، ولكن الأمر المؤكد أنها تلعب لعبة «تصعيب الأمور» على الإدارة فى «طهران»، التى رفضت سابقاً لقاء «ترامب» و«خاتمى» فى الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر الماضى، وتجاهلت طلب مايك بومبيو العلنى القيام بزيارة إلى «طهران».

السؤال الذى لا يمكن الإجابة المباشرة عنه الآن: هل قررت إيران -تحت كل هذه الضغوط- تحقيق مكسب عبر صفقة فى سبتمبر المقبل، أى 60 يوماً قبل إعلان اسم الرئيس المقبل للولايات المتحدة، من خلال لقاء على مستوى رفيع فى الجمعية العامة مع الرئيس الأمريكى، ما يشكل دعماً له فى معركته الرئاسية، أم سوف تستمر فى سياسة «الصبر الاستراتيجى» و«العض على النواجذ» لما بعد 19 نوفمبر، وحرمان وعقاب «ترامب» من هذه «الهدية»؟

سؤال صعب، وإجابته حمّالة أوجه عديدة تعتمد على احتمالات كثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تحت الضغط إيران تحت الضغط



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon