توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة!

  مصر اليوم -

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة

بقلم : عماد الدين أديب

تبدأ يومَى الأربعاء والخميس المقبلين الجولة الثانية من المناظرات لاختيار المرشح الذى سيخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة فى مواجهة الرئيس الجمهورى الحالى دونالد ترامب.

وبلغ عدد الذين يتنافسون على هذا الترشيح أكثر من 20 مرشحاً يتفاوتون فى الرؤى والأعمار والمناطق والقوى التى يعبّرون عنها، إلا أنهم جميعاً يتفقون فى «عدائهم الشديد» للحزب الجمهورى وممثله دونالد ترامب.

وكما يقولون فإن سيكولوجية الثأر تؤدى بالضرورة، فى معظم الأحيان، إلى سلوك «ثأر مضاد».

جاء دونالد ترامب بهدف رئيسى واحد، ممثلاً لقوى الرأسمالية المتوحشة المعبرة عن اليمين المتشدد المحافظ الأمريكى، كى «يمحو محواً» كل إنجازات الرئيسين الديمقراطيين السابقين، بيل كلينتون وباراك أوباما، «فى الداخل والخارج».

مجموع سنوات حكم كلينتون وأوباما 16 عاماً، تمت خلالها أحداث وتغييرات جوهرية فى السياسات الأمريكية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كان يُنظر لها من قبَل أقطاب الحزب الجمهورى على أنها «خيانة عظمى» لدور الولايات المتحدة كدولة عظمى وللدستور الأمريكى الذى صاغه الآباء المؤسسون.

ويدير معركة الانتخابات الرئاسية فى الحزب الديمقراطى ما يُعرف باسم «اللجنة الوطنية الديمقراطية» التى تأخذ على عاتقها تنظيم الحملات والدعاية والسياسات والتوجهات العامة للمعركة الانتخابية.

وتُختار اللجنة من المؤتمر الوطنى العام للحزب الذى ينعقد كل 4 سنوات.

ومن الواضح أن هناك ضعفاً فى كفاءة وشعبوية الحزب الديمقراطى الذى يُعتبر «الحزب الذى يعبر عن الطبقات العاملة والطبقة المتوسطة والنقابات والأقليات»، وهى قوى كان يدافع عنها تقليدياً منذ أن تأسس عام 1792 على يد توماس جيفرسون ودخل فى طوره المؤسسى الجديد حينما بدأ تحالفاً مع النقابات عام 1932.

حتى الآن تنحصر معركة الرئاسة بين نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن وبين الرئيس الحالى دونالد ترامب.

المذهل أن هناك أوجه شبه فى نمط الشخصية بين بايدن وترامب، سواء فى السلوك أو مفردات الخطاب السياسى، أو ارتباط كل منهما بعلاقات خاصة حديدية مع القوى المؤثرة فى حزبه.

ويدخل الآن الصراع الكلامى بين بايدن وترامب حول أى منهما أكثر حيوية وقدرة على أداء المهام الشاقة لمنصب رئيس الجمهورية، ولا توجد حتى بوليصة تأمين تؤكد بشكل حاسم أياً من 3 أمور:

1 - لا أحد يضمن الإفلات الكامل لترامب من أزمة تقرير «موللر» الخاص بتورط الروس فى انتخابات الرئاسة.

2 - لا أحد يضمن النجاح المؤكد لجو بايدن فى الجولة الثانية يومَى الأربعاء والخميس ثم الجولة الثالثة فى سبتمبر المقبل فى مناظرات ترشيح الحزب الديمقراطى.

3 - ولا أحد يضمن إذا ما فاز بايدن بترشيح الحزب ونجا ترامب من أزمة تقرير «موللر» كيف سيكون وقتها «المزاج السياسى» للناخب الأمريكى شعبياً، وموقف قوى المجمع الانتخابى فى كل ولاية.

فى السياسة الخارجية تتمنى كل من الصين واليابان وفنزويلا وإيران وكندا والمكسيك وفرنسا والاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى وتركيا فوز بايدن وسقوط ترامب.

وفى السياسة الخارجية أيضاً تتمنى كل من كوريا الشمالية وبريطانيا وإسرائيل ودول الخليج العربى فوز ترامب.

وتدعو قطر وجماعة الإخوان (التنظيم الدولى) وداعش والقاعدة، ليل نهار، من أجل فوز مرشح ديمقراطى ورحيل الإدارة الجمهورية.

ويتمنى البنتاجون استمرار ترامب من أجل المزيد من مبيعات السلاح، بينما يتمنى الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى (البنك المركزى) رحيله بسبب سياساته النقدية وانتقاداته الدائمة لإدارة الاحتياطى الفيدرالى التى تتمتع باستقلالية وضع السياسات النقدية.

نتائج الربع الأخير من هذا العام -حتى الآن- وصفها ترامب بأنها «ليست سيئة»، وهو يحتاج إلى أن يدخل معركة الرئاسة قريباً بقائمة نجاح كبيرة فى مجال الأداء الاقتصادى، زيادة الاستهلاك، تقليل البطالة، زيادة الوظائف، ارتفاع معدل التنمية، تحسين الميزان التجارى الكلى.

يخطئ من يعتقد أن معركة الرئاسة الأمريكية لعام 2020 محسومة سلفاً، بالعكس سوف تكون معركة تكسير عظام داخل كل حزب على حدة، ثم تنتقل إلى تكسير عظام المرشح المنافس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon