توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"إنهاك سياسى" أم رغبة فى التسوية؟

  مصر اليوم -

إنهاك سياسى أم رغبة فى التسوية

بقلم : عماد الدين أديب

فى دراسة غير موثقة يتم تقدير -مبدئى- للخسائر المباشرة للصراعات والتوترات فى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011 حتى النصف الأول من هذا العام، ما بين تريليون ونصف التريليون، وتريليون وسبعمائة مليار دولار!

ويزداد الرقم فداحة إذا حسبنا الفرص الضائعة على المنطقة نتيجة هذه الصراعات وكلفة إعادة تعويض وإعمار وإعادة بناء ما نتج من دمار نتيجة هذه الصراعات.

أما الخسائر البشرية فهى أمر لا يقدر بمال ولا يمكن تعويضه، وتتحدث الأرقام عن فقدان العالم العربى أكثر من مليون وثمانمائة ألف قتيل و4.5 مليون مصاب و16 مليون لاجئ و6 ملايين نازح.

ويزداد هذا الرقم إذا أضفنا إليه حروب جنوب السودان والصومال وشهداء فلسطين فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.

نتيجة ذلك أصبح العالم العربى أكبر مشترٍ للسلاح فى العالم، فى الوقت الذى تزداد فيه معدلات البطالة، وينخفض فيه رصيد الصناديق السيادية العربية التى تعانى من نزيف عدم الاستقرار والفوضى والحروب الأهلية وصراعات المنطقة.

وبالتالى يتراجع الوجود العربى فى مؤشرات جودة الحياة، والانتعاش الاقتصادى والفوائض المالية على مستوى العالم.

ذلك كله يتم فى عهد وعصر لا يفكر فيه الرئيس الأمريكى، والرئيس الروسى، والرئيس الصينى، والرئيس الفرنسى فى عالمنا العربى إلا من منظار واحد، وهو «منظار شفط ما تبقى من أرصدة مالية فى الصناديق السيادية العربية».

هذه الصورة البائسة المؤلمة المكلفة تضغط بشكل هائل ومخيف على صناع القرار فى المنطقة مما جعلهم يشعرون -رغماً عنهم- بحالة من «الإنهاك السياسى».

أهم علامات حالة الإنهاك السياسى هى سعى الذين يعانون منها إلى محاولة التخلص من آثارها بأقل خسائر ممكنة، وأحياناً محاولة الخروج اليائس منها فى أسرع وقت بأى ثمن.

من هنا يمكن تفسير كثير من التحركات الإيرانية والتركية والقطرية، ورسائلهم عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين على أنها تعبر عن حالة الإنهاك التى يعانون منها.

ثلاثتهم، إيران وتركيا وقطر، يدفعون ثمناً مستحقاً لسياسات المغامرات والتوسعات الإقليمية من خلال العقوبات الدولية والإقليمية المفروضة عليهم فى الخمس سنوات الأخيرة.

يبقى السؤال الجوهرى الكبير: هل ثلاثتهم سوف يبدون مرونة وندماً ورغبة فى إصلاح وترميم أخطائهم وخطاياهم أم هى مجرد تمثيلية هدنة لالتقاط الأنفاس ورفع العقوبات؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهاك سياسى أم رغبة فى التسوية إنهاك سياسى أم رغبة فى التسوية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon