توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عند البعض: «الحكم أغلى من الحياة»!

  مصر اليوم -

عند البعض «الحكم أغلى من الحياة»

بقلم : عماد الدين أديب

لماذا يعشق البعض السلطة؟

سؤال مباشر، يحتاج لإجابة مباشرة!

السلطة تعنى السلطان، والسلطان يعنى القوة.

فى دول الاستبداد القوة لخدمة فرد أو عائلة أو طبقة أو حزب.

فى دول الحريات القوة فى خدمة الناس، ملتزمة بقوة الدستور، تحت سقف القانون.

يحرص البعض على القوة بهدف الحكم، فالتحكم، فالسيطرة بهدف الاستبداد من أجل ممارسة الفساد.

والفاسد هو من أفسد أو فسد أو سهّل الفساد، أو شجّع الإفساد، أو صمت عنه ولم يمنعه!

عشق السلطة يعطى صاحبه شعوراً استثنائياً بالقوة المضافة التى تجعله يشعر أنه فوق الحق، وفوق العدل، وفوق البشر.

يستحيل أن تجد رجلاً يؤمن بالمواطنة المتساوية، وحكم القانون، ودولة العدل والإنصاف، وهو فى الوقت ذاته يعشق السلطة.

الذى يؤمن بهذه المبادئ السامية يؤمن أيضاً بأن المسئول مهما ارتفع منصبه هو خادم أمين للشعب الذى يعتبر مصدر السلطات وصاحب الحق الأول فى مستقبل البلاد وشئون العباد.

إذا كانت مفاهيمك للسلطة، أى سلطة، هى الخدمة، فأنت بلا شك سوف تدرك بأن وجودك فى منصبك هذا مؤقت مرتبط بمدى كفاءتك وجدارتك بالمنصب.

إذا كنت تؤمن بأن السلطة خدمة للناس، فإنهم وحدهم الذين يعطون لصاحب المنصب تأشيرة الصلاحية فى البقاء والاستمرار أو طلب الرحيل والاستقالة.

البعض، وما أكثرهم هذه الأيام، يرون أن المنصب العام هو المرحلة الأخيرة التى ينتقل فيها المسئول من مقعد السلطة إلى القبر!

باختصار بعض الناس يرون أن السلطة هى رحلة بطاقة سفر واحدة «من السلطة إلى القبر»!

هؤلاء لا يتخيلون أنه من الممكن أن ينتهى دورهم الوظيفى، لا أن يكون دورهم مؤقتاً، أو أنه يمكن أن يختاروا طواعية أن يتركوا الحكم أو المنصب لأسباب مبدئية أو صحية أو مهنية.

بعض الناس يبقون فى المنصب حتى يرجمهم الناس كل يوم بالطوب، أو لو تدهورت صحتهم وأصبحوا -عفواً- يصابون بالتبول اللاإرادى، أو لو استحالت عليهم مقومات أداء وظيفتهم!

هؤلاء لا يستقيلون! هؤلاء لا يعرفون كلمة أو فعل الاستقالة فى قاموسهم! هؤلاء لا يرون أن هناك أى حياة أو أى معنى أو قيمة حقيقية إلا البقاء فى السلطة.

عشق السلطة ليس بدعة مستحدثة، إنه أمر فطرى منذ عصر الإنسان الحجرى الأول!

عشق السلطة هو الذى خلق الصراعات فى عهود الأسر الفرعونية وأدى لانتحار كليوباترا، وأقام الحروب الدينية، واقتتال خلفاء الدول الأموية والعباسية والمماليك والسلاجقة والعثمانيين، وأقام الحروب الأهلية فى الولايات المتحدة وروسيا وأمريكا اللاتينية والأسر الحاكمة فى الصين واليابان وبريطانيا وفرنسا والنمسا.

عشق السلطة هو الذى أضاع هولاكو، والإسكندر الأكبر، ونابليون بونابرت، وصدام حسين، وعيدى أمين، ومعمر القذافى، وبينوشيه، وبابا دوك، وغيرهم.

كان سلاطين العثمانيين فور توليهم الحكم يدشنون حكمهم بقتل وذبح كل نسل وأطفال أشقائهم، بمن فيهم نسل شقيقهم السلطان الراحل، حتى ينقطع نسلهم ولا يكون لأى منهم أى وجود فى الحياة للمطالبة بتولى العرش أو المطالبة بمقاسمة السلطة.

كان الخلفية معاوية بن أبى سفيان، الذى يعتبر أحد كبار دهاة العرب، يقول عن الحكم: «لا أضع سيفى حيث يكفينى سوطى، ولا أضع سوطى حيث يكفينى لسانى».

أما الخليفة العباسى هارون الرشيد، الذى بويع فى ذات الليلة التى توفى فيها أخوه موسى الهادى، عام 170 هجرياً، فقد قال عن بريق الحكم: «يا بنى الملك عقيم ولو نازعتنى أنت على الحكم لأخذت الذى فيه عيناك».

ملحوظة بسيطة: كان «هارون» فى هذه العبارة النارية يهدد ابنه فى حالة لو نازعه المُلك!

وقد يهمك أيضًا:

الاستعباد من أجل الفساد!

عند العرب: الشعب والسلطة يسقطان بعضهما!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عند البعض «الحكم أغلى من الحياة» عند البعض «الحكم أغلى من الحياة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon