نحن نعانى من فيروس أخطر من كورونا الفيروسى، وهو فيروس «كورونا السياسى»!
هناك وباء سياسى خارج عن السيطرة، ينتقل من مناطق كانت آمنة ويتحول إلى مناطق مشتعلة متوترة بها قتال ودمار وخراب، مصدره الرئيسى: تركيا وإيران وقطر!
هؤلاء لا تنفع معهم كمامات ولا غسيل اليدين ولا الابتعاد عن التجمعات المزدحمة!
«الكورونا السياسى»، فيروس مخلوق عن تصميم وتعمّد ممن يطلقه وليس عشوائياً مثل «الكورونا» البيولوجى.
«الكورونا السياسى» يهدف إلى إصابة العقلاء بالجنون، والمعتدلين بالتطرف، والآمنين بالذعر، والجغرافيا بالتقسيم، والسكان باللجوء والنزوح، والمؤمنين بالتكفير!
مطلقو «الكورونا السياسى» ينشرون سموم الفهم المغلوط لصحيح الدين، وحمل سلاح المسلم ضد أخيه المسلم، وكراهية غير المسلم، وتحطيم مؤسسات الدولة، وتأجيج النزعات العنصرية والطائفية.
أنصار «الكورونا السياسى» ينحطون بدعوة الإسلام السمحاء الوسطية ذات البعد الإنسانى المطلق إلى الادعاء بأنهم ممثلو الله على الأرض (والعياذ بالله)، وأصحاب الامتياز الحصرى الوحيد للصواب الدينى المطلق.
كلاهما، «كورونا الوباء الفيروسى» و«الكورونا السياسى» يتفقان بأنهما يهاجمان الإنسان، الأول يهاجم الجسد، والثانى يهاجم العقل!
التعريف العلمى الموضوعى للوباء هو الانتشار المفاجئ والسريع لمرض فى منطقة جغرافية زيادة على معدلاته الاعتبارية، مثل وباء «الموت الأسود» فى العصور الوسطى، أو «إنفلونزا الطيور» و«جنون البقر» فى العقود الأخيرة.
ومن سمات الوباء أنه يكون أمراً دخيلاً غير معتاد على صحة المجتمع المصاب. أما «الكورونا السياسى» فقد أصاب العالم قبل ذلك مثلما حدث مع النازية والفاشية والاضطهاد العنصرى واليمين الأبيض المتطرف والطائفية البغيضة والاضطهاد الدينى.
«الكورونا السياسى» وباء شرير تم تحضيره عن تصميم وتعمّد فى معامل خاصة فى أنقرة وطهران والدوحة بغرض إصابة المواطنين فى صنعاء وإدلب وبغداد وكل منطقة الشام.
ضحايا «الكورونا السياسى» ملايين فى اليمن، وسوريا، والعراق وليبيا ولبنان. ضحايا «الكورونا السياسى» بدأوا أولاً وقبل أى شىء فى مواطنى الدول التى أطلقتها والذين لا حول لهم ولا قوة فى مغادرتها.
وها هو «الكورونا السياسى» يتمحور فى المنطقة بشدة ويسبب خسائر حادة فى الريال القطرى، و«التومان» الإيرانى، والليرة التركية.
«الكورونا السياسى» يهدد بحرب كونية فى المنطقة بسبب عدم وجود مصل سياسى عسكرى مضاد له.
الرد الوحيد المتاح لـ«الكورونا السياسى» ليس الكمامات وغسل اليدين ولكن العزل الكامل والمواجهة الشاملة.