فى مدينة دبى، وبعد انطلاق الإفطار بعدة ساعات، وعلى مقهى مصرى شعبى يقدم الشاى المنعنع والشيشة ذات نكهات الفواكه الفواحة اقترب منى شاب فى الثلاثينات من العمر، بشوش الوجه، مريح الملامح، وبادرنى قائلاً:
الشاب: تسمح لى يا أستاذ آخد من وقتك خمس دقائق؟
العبد لله: أهلاً بك يا عزيزى، انت منين من مصر؟
الشاب: أنا خريج هندسة من أسيوط ومتخرج بتفوق من الجامعة هناك وأعمل خبير كمبيوتر.
العبد لله: ما شاء الله، كيف يمكن أن أساعدك؟
الشاب: عندى سؤال أكيد سمعته مليون مرة قبل كده.
العبد لله: (ابتسمت) وقلت مازحاً بالتأكيد سوف تسألنى هو العالم العربى رايح على فين؟
الشاب (متحمساً): بالضبط! عرفت إزاى؟
العبد لله: السؤال ده باسمعه كل يوم عدة مرات منذ أحداث الربيع العربى.
الشاب: من غير المحاذير اللى عندكم فى الإعلام قل لى الحقيقة.
العبد لله: وانت مهتم من زمان بالسياسة؟
الشاب: أيوه، لكن عندى عرض للعمل فى أمريكا أو الهجرة لكندا لأن تخصصى مطلوب جداً.
العبد لله: اسمع يا عزيزى، المنطقة العربية مثلها مثل كل مناطق العالم لديها فرص إيجابية ولديها سلبيات، ولديها تحديات.
الشاب: سلبيات، فرص، تحديات، ممكن تشرح لى؟
العبد لله: السلبيات؛ الفقر، الفساد، ضعف الخدمات، تخلف التعليم والإعلام، وانعدام دور المرأة.
الشاب: والإيجابيات؟
العبد لله: أكثر من ثلثى سكان المنطقة أقل من 30 عاماً، الانفتاح على العالم، ثورة الاتصالات، تنامى دور الرأى العام فى حسابات الأنظمة.
الشاب: والتحديات؟
العبد لله: ضعف النخب السياسية المساندة فى صناعة القرار، الحروب الأهلية الطائفية، ضعف الهوية والثقافة الوطنية، تهديد الدولة الوطنية، افتقاد المشروع العربى الواضح إزاء مشروعات إقليمية ودولية مضادة.
الشاب: يعنى أهاجر أم أبقى؟
العبد لله: ابق وتفاءل واجعل أملك فى الله، وفى الشباب، وفى دعاء الأرامل والأيتام والبسطاء الذين يحلمون بحياة أفضل.
الشاب: يا رب تكون صح.
انتهى الحوار..