توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أنا باتنفس حرية ما تقطع عنى الهوا»

  مصر اليوم -

«أنا باتنفس حرية ما تقطع عنى الهوا»

بقلم : عماد الدين أديب

كان صراع الإنسان منذ بدء الخليقة هو كيفية أن يكون حراً فى ظل عالم تحكمه عناصر أكبر من قدرته على التحمل بدءاً من الطبيعة إلى نقص الماء والكلأ وصولاً إلى اليد الثقيلة لسلطة مفروضة عليه، إلى التهديد الخارجى من قوى غازية.

كيف يمكن لك أن تكون حراً وقانون كل شىء وأى شىء يتحكم فيك.

حتى فى قواعد الدولة القانونية التى ظهرت أفكارها عقب ظهور مبادئ «مونتسكيو» فى العقد الاجتماعى بين توازن السلطات أو سلطة الشعب كمصدر رئيسى للسلطات، فإن الفرد يشعر أنه مقيد -هذه المرة- ليس بسلطان السلطة ولكن بسلطان القانون.

وإطلاق الحرية على مصراعيها ليس هو الحل الأمثل أو الهدف النهائى المنشود الذى يناضل من أجله كل أنصار الحرية فى كل زمان ومكان.

الحرية مسئولية ولا يجب أن تكون مسلوبة.

هناك من يدعى تنظيم قواعد الحرية لكنه يريد فى حقيقة الأمر سلبها أو تعطيلها وليس تنظيمها.

وهناك أيضاً النقيض الكامل لهذا الأمر وهو ذلك الذى يخرج ويتظاهر ويرفع شعارات الحرية الكاملة لكنه ينتهى فى آخر النضال إلى ترسيخ الفوضى وتسليم البلاد والعباد لقوى شريرة تسعى إلى اختطاف الحكم.

انظروا إلى أول قرار حر اتخذه مخلوق بشرى منذ بدء الخليقة وهو سيدنا آدم (عليه السلام) وهو قرار أن يأكل التفاحة من الشجرة المحرمة لكنه استخدم قراره الحر وهو -بكامل إرادته- ورغم تنبيه العلى العظيم فى أول مخالفة ومعصية فى التاريخ الإنسانى، كان جزاؤه أن يترك جنة الله لذلك كان الإمام الشافعى دائم القول: «الحرية مسئولية، وحريتى تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين».

إن أهم ما فى السعى إلى الحرية هو السعى إلى «التوازن الدقيق» بين الحرية والمسئولية، بين حرية الإنسان وحرية المجتمع، بين حق الفرد وحق القانون، بين سلطة الضمير الإنسانى وبين السلطة الزمنية فى ذلك العصر.

يجب أن نناضل من أجل الحرية ويجب أن نسعى إلى اعتبارها أكسجين الحياة الذى لا بديل عنه من أجل استمرار التنفس الطبيعى.

خير ما قيل عن الحرية هو ما قالته المطربة اللبنانية المبدعة جوليا بطرس: «أنا باتنفس حرية.. ما تقطع عنى الهوا».

أرجوكم لا تقطعوا الهواء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أنا باتنفس حرية ما تقطع عنى الهوا» «أنا باتنفس حرية ما تقطع عنى الهوا»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon