بقلم: عماد الدين أديب
حصل الرئيس التركى على أوسكار الأرقام القياسية فى التصادم السياسى والمغامرات العسكرية فى أقل من أسبوع!
عادة علاقات الدول ببعضها البعض طبيعية، وعادة لا تميل إلى التصعيد إلا عند الضرورة، وإذا حدث خلاف فلا تطوره، وإذا تطور يكون مع دولة واحدة وعلى جهة واحدة، ولكن مع أردوغان فالأمر مختلف!
وحده رجب طيب أردوغان فى حالة اشتباك دائم على أكثر من جهة إقليمية.. تعالوا لنرى ماذا فعل هذا الرجل فى 5 أيام فقط:
1 - قام بمخالفة صريحة وواضحة لقمة برلين الخاصة بليبيا وقام بإرسال عتاد وصواريخ، وطائرات مسيَّرة بحراسة من البحرية التركية.
2 - نقل مرتزقة من كينيا والنيجر وسوريا إلى ليبيا للقتال بجانب قوات السراج.
3 - أرسل 40 مهندساً لإنشاء أبراج اتصالات لتأسيس قاعدة عسكرية فى طرابلس.
4 - كوّن لجان تفتيش على مداخل ومخارج الطريق إلى إدلب السورية، وهدد علناً بالعودة إلى توسيع عمليات تركية فى المنطقة.
5 - هاجم الرئيس الفرنسى ماكرون بشدة بسبب موقفه من الوجود التركى فى ليبيا.
6 - أعلن مخالفة بوتين وروسيا لتعهداتها الخاصة بالوضع فى سوريا وانتقد بشدة السياسة الروسية.
7 - هاجم بيان الاتحاد الأوروبى حول قيام فرقاطات وسفن استكشاف تركية بالاقتراب من المناطق الدولية فى الحدود البحرية اليونانية والقبرصية.
8 - انتقد السعودية والإمارات والبحرين وكل الدول العربية لموقفها مما يسمى بصفقة القرن وهاجم إدارة ترامب بشدة.
هذا كله يتصاعد، ومشكلاته فى الداخل تتصاعد، ما بين انخفاض الليرة التركية أمام العملات الدولية، وزيادة معدل البطالة للشباب، وتنامى نفوذ شركائه السابقين فى الحزب الحاكم، أحمد داود أوغلو، وعبدالله جول، وبابا جان، فى تأسيس أحزاب ومنصات سياسية مضادة له تنذر بإضعاف مركز الحزب الحاكم.
عصبية أردوغان وصداماته المتكررة فى وقت محدود للغاية تعكس شعوره بالخطر المحدق وعدم قدرته على السيطرة على إدارة الأزمات، مما يُعد بداية نهايته.