بقلم : عماد الدين أديب
على النخبة «المتفلسفة» فى مصر أن تحمد الله على «وطنية وتماسك وحكمة» قيادات المؤسسة العسكرية المصرية.
تاريخ جيش مصر الحديث، منذ أن تأسس بشكل عصرى فى عهد محمد على باشا عام 1820، بحيث يكون جيشاً نظامياً محترفاً بعد أن كان قبل ذلك «أخلاطاً وجماعات متفرقة»، وكان يطلق عليهم «باش بوزق»، أى الجنود غير النظاميين، يثبت أنه جيش الشعب، يأتمر بأمر قيادته التى يختارها الشعب.
جيش مصر ليس جيش ميليشيات، ولا جيش أجهزة فى حالة تصارع مثل: إيران وسوريا وليبيا ولبنان والعراق والعديد من دول أفريقيا السوداء وأمريكا اللاتينية.
جيش مصر ليس جيشاً عنصرياً يتبع طائفة أو منطقة أو قبيلة أو مذهباً، وهو ليس جيش غزاة أو جيش احتلال.
جيش مصر لا يؤجر أسلحته وجنوده وضباطه ومعداته وضميره لقوى إقليمية أو دولية.
جيش مصر لا يدخل فى حرب أهلية مثل سوريا أو العراق أو ليبيا أو لبنان.
جيش مصر لا يلعب لعبة السياسة القذرة، ينقسم على نفسه إلى أجنحة وتيارات ذات امتدادات خارجية تستيقظ كل صباح ومساء، تريد له أن ينقلب على نفسه سعياً للسلطة.
وحتى لا يتهمنى بعض الناس -جزاهم الله خيراً- بأننى «منافق يسعى إلى لعق أحذية السلطة العسكرية»، أرجو أن ينظر كل صاحب ضمير وعقل واعٍ إلى ما يحدث فى المنطقة.
فى ليبيا جيشان: حفتر والسرّاج.
فى السودان البشير انقلب على الحكم، فانقلب عليه بن عوف الذى حكم 24 ساعة، فانقلب عليه البرهان وحميدتى.
وبالأمس أعلنت السودان، فى بيان رسمى، أن قيادة الجيش السودانى اكتشفت محاولة انقلاب مكونة من 16 شخصية عسكرية، وتم إحباطها والقبض على شخوصها.
فى العراق هناك طائفة داخل الجيش، وجيوش داخل الطوائف، وهناك صراع مع ميليشيات الحشد الشعبى العراقى لمحاولة تطويعها وإدخالها فى جسد المؤسسة العسكرية الوطنية.
فى سوريا هناك جيش الدولة وجيوش المعارضة، وهناك دور مميز لطائفة بعينها.
فى لبنان هناك جيش إذا ما اندلعت الحرب الأهلية ينشق فيه لواء بكامل أسلحته، لأن الطائفة عندهم تعلو على الانضباط العسكرى والالتزام بالمؤسسة العسكرية.
جيش مصر من الشعب كله، لا يعبّر عن ديانة أو طبقة أو طائفة أو منطقة بعينها، إنه جيش كل المصريين، انحيازه الأول والأخير لأهله وشعبه، واستطاع بعزيمة الرجال وإيمان الأبطال أن يكون تاسع جيوش العالم.
جيش مصر جيش وطنى.