بقلم : عماد الدين أديب
يعيش المحور القطرى - التركى الداعم للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان هذه الأيام أسوأ أيامه السياسية.
لماذا؟
القصة باختصار، أن هذا المحور كان يرعى قوى الإسلام السياسى الداعمة لجماعات الإرهاب التكفيرى فى كل من اليمن وغزة وليبيا والسودان والجزائر.
وكان الإحساس، بل الثقة المطلقة، لدى أنقرة والدوحة، أن هذه القوى الإقليمية فى صعود، وأنها قادرة على نسف أى مشروع اعتدالى عروبى لدول التحالف العربى، وهى: مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، الأردن، وبعض التيارات العاقلة فى عدة عواصم عربية.
اعتمدوا على قوة الحوثيين فى اليمن، وداعش والنصرة فى سوريا، وحماس فى غزة، وحزب المؤتمر الحاكم فى السودان، وجماعة السراج فى حكومة الوفاق فى طرابلس.
الآن «حفتر» يتقدم فى طرابلس، وهناك أمر بالقبض على «السراج».
الآن جماعة حزب المؤتمر فى الخرطوم تتنصل من «البشير»، وجماهير المتظاهرين ترفض إعادة إنتاج «حيلة» البشير - الترابى، التى انتهت بسيادة جماعة الإخوان على مفاصل الدولة.
الآن حماس ليس أمامها سوى صفقة مريبة مع بيبى نتنياهو الذى فاز.
الآن انقسامات الحوثيين مع قبائل الشمال فى صعود، وأوضاعهم المالية متأثرة بسبب المقاطعة الشديدة للممول الرئيسى لهم، وهو إيران.
والآن بانتظار تعاملات الشارع الجزائرى لإقامة حكم مدنى وطنى، ولكن بعيداً عن الإخوان.
المنطقة تتشكل بسرعة من جديد، وحالة «السيولة المخيفة»، التى كانت تعانى منها منذ فترة، الآن تتجه نحو أوضاع شبه مستقرة مضادة لمصالح ومشروعات وأحلام المحور التركى - القطرى.
المؤكد أن أنقرة والدوحة لن تقفا موقف المشاهد الراضى بالهزيمة الموجعة، لذلك توقعوا تصرفات عصبية كثيرة، وأموالاً ضخمة تُضخ من الآن.