توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب لا يعرفون علم التفاوض (1)

  مصر اليوم -

العرب لا يعرفون علم التفاوض 1

بقلم : عماد الدين أديب

نحن لا نعرف مبدأ التفاوض بين القوى المختلفة أو المتصارعة حول حق أو رأى أو مكاسب أو سلطات.

نحن نعرف - فقط - فى عالمنا العربى مبدأ الفائز الكامل مقابل الخاسر الكامل.

آخذ أنا كل شىء، وأنت لا تأخذ أى شىء.

نحن لا نعرف مبدأ قامت عليه العقلية «الأنجلوساكسونية» وحضارة كاملة لدول الديمقراطيات الصناعية وهى «تعال نتحاور حتى الجميع يكسب».

التفاوض هو علم يقوم على حوار له إطار نظرى وأهداف مادية بين طرفين أو أكثر يتصارعون حول مصالح أو أفكار مضادة يسعون من خلال تلك التجربة للتوصل إلى حل مُرضٍ أو مناسب.

وفى معظم الأحيان تكون محصلة التفاوض هى «حل وسط» بين مصالح المتفاوضين.

يقبل كل طرف الحل الوسط، لأنه يدرك من اللحظة الأولى لجلوسه على مائدة التفاوض أن خسائره فى حال عدم وجود تفاوض أكبر بكثير من أى حل وسط سيقدمه فى التفاوض.

يفشل التفاوض السياسى كثيراً إذا كان بين أصحاب أيديولوجيات جامدة متحجرة، وينجح كثيراً فى الشئون المادية والتجارية، حيث يعرف المتفاوضون - أساساً - لغة المصالح والمكاسب والسعى لتجنب الخسائر أو مبدأ تخفيف الخسائر والأضرار.

واكتشف العالم العربى بعد رحيل القائد العظيم أنور السادات أن تفاوضه مع إسرائيل كان فيه حكمة بالغة ومصالح عليا لبلاده وللقضية الفلسطينية، وأن الرفض المطلق من قبل العالم العربى لهذا التفاوض عاد عليه بخسائر عظمى، وأضاع سلسلة من الفرص التاريخية لم نستطع حتى الآن الحصول على 60٪ منها لاستعادة الأراضى المحتلة من قبل إسرائيل.

كنا وما زال بعضنا يؤمن بنظرية «كل شىء أو لا شىء».

وبعضنا ما زال يقول «لن نتفاوض قبل أن تعترف إسرائيل بأحقيتنا فى القدس وكافة الأراضى الفلسطينية من البحر إلى النهر، وإعادة كل اللاجئين بالتعويض عن سنوات الاحتلال».

حسنٌ، إذا كان هذا هو المطلوب من هؤلاء، فما هى مصلحة إسرائيل التى تحتل الأرض فى الدخول فى أى مفاوضات من الأساس.

هؤلاء أيضاً يتجاهلون المبدأ الحاكم فى أى مفاوضات، وهو أن نتيجتها تعتمد أساساً على «حجم قوة كل طرف» لحظة دخوله المفاوضات.

فى حالتنا نحن، ما هو حجم الناتج القومى، والإنفاق على الأبحاث، ومستوى التعليم، وميزان التسليح، وموازنة الدفاع، وشبكة العلاقات الدولية، والمكانة والتحالفات العالمية عندنا وعند إسرائيل.

ميزان القوى خارج غرفة المفاوضات يترجم نفسه فعلياً وعملياً على مائدة المفاوضات.

المفاوض مهما كانت مهارته له مساحة محدودة ومحددة.

أسوأ أنواع التفاوض فى عالمنا العربى هو مفاوضات القوى الشعبية والنخبة من ناحية والدولة والسلطة من ناحية أخرى.

وتلك قضية سوف نناقشها غداً بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب لا يعرفون علم التفاوض 1 العرب لا يعرفون علم التفاوض 1



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon