فزورة ذات جائزة مالية كبرى لكم:
أعزائى وعزيزاتى: ما الأكثر خطراً على البشرية؛ فيروس الكورونا أم سياسات رجب طيب أردوغان؟
وقد يقال لى إنه لا وجه للتشابه، فالكورونا فيروس، و«أردوغان» فى البداية والنهاية إنسان، فكيف يمكن المقارنة بين فيروس وإنسان؟
نظرياً، وللوهلة الأولى، قد يبدو السؤال منطقياً، لكن واقعياً علَّمنا التاريخ -وهو خير معلم- أن هناك بعض البشر أكثر فتكاً، وأشد ضرراً للبشر أكثر من الفيروسات المهلكة!
مثلاً تأملوا الضرر الذى أصابه كل من هولاكو وهتلر وستالين وموسولينى وبن جوريون وشارون، وصدام حسين، والخمينى، وشارليز تايلور، وكاردايتش، ويحيى خان، وعيدى أمين وبن لادن، وجورج دبليو بوش، وموجابى وحمد بن خليفة وكيم يونج الثانى، على البشرية أكثر من فيروسات الطاعون والملاريا والسارس والإيدز.
ومثلاً أضرار جماعات خطرة موغلة فى الأفكار الشيطانية مثل: الصهيونية والماسونية والإخوان وداعش والقاعدة وجبهة النصرة والحشد الشعبى والحوثيين وطالبان وبوكو حرام والكوكلاكس كلان، والنازيين الجدد والجبهة المتحدة الفرنسية، وأحزاب البيض العنصريين فى جنوب أفريقيا، ومتطرفى «الهوتو والتوتسى» فى رواندا، أكثر فتكاً وخسائر بشرية ومادية وتأخيراً للحضارة الإنسانة من القنبلة النووية، والحربين العالميتين، وحروب كوريا وفيتنام.
الأمر المؤكد إحصائياً أن ضحايا الحروب التى صنعها الإنسان 19 ضعفاً من ضحايا الفيروسات والأمراض!
الفيروس خلية يمكن السيطرة عليها أو الحد منها، أما شرور البشر فسوف تبقى حتى قيام الساعة!
الرصاصة، الصاروخ، القنبلة، الفيروس هى فى البداية والنهاية «أدوات مخلقة مصنعة» لا عقل ولا إرادة لها.
لا تُلام الأداة على الجريمة ولكن تقع المسئولية كاملة -دون شك- على الفاعل الأصلى الذى فكر فيها، وصنعها، واستخدمها.
«الفيروس» باللاتينية يعنى «سم» وهو عامل مُمرض صغير لا يمكنه التكاثر إلا داخل خلايا كائن آخر.
«وتصيب الفيروسات كل الكائنات من بشر وحيوانات ونباتات ولا يمكن مشاهدتها أو رصدها إلا عبر المجهر الضوئى».
«الفيروس» هو شر من صناعة الطبيعة، أما الحروب والدمار والفوضى والخراب والقرصنة والابتزاز وإثارة الفتن السياسية والنعرات المذهبية فهى عمل بشرى بامتياز، يُسأل عنه صاحبه فى الدنيا والآخرة.
لن يقف «كورونا» أمام مجلس الأمن الدولى لأنه انتشر، ولن يتم حسابه أمام رب العالمين يوم الحشر العظيم.
الأمر المؤكد أن رجب طيب أردوغان مسئول أخلاقياً، وسياسياً، وقانونياً وإن شاء الله أمام ربه، فيما فعل فى شعبه، وجيرانه، واقتصاد العالم.
رجب طيب أردوغان مسئول عن كونه الزعيم صاحب أكبر سجل فى اعتقال قضاة وإعلاميين وسياسيين وعسكريين ورجال أعمال فى السنوات الخمس الأخيرة.
هكذا تقول الأرقام والإحصائيات التى تتبناها المعارضة التركية أو منظمات حقوق الإنسان العالمية.
رجب طيب أردوغان مسئول عن قتل متظاهرين فى أنقرة واسطنبول وفى المناطق الكردية التركية.
«أردوغان» مسئول عن عملية عسكرية بلا مبرر قانونى ولا سند أخلاقى فى الموصل وكركوك وإدلب وطرابلس.
على يد «أردوغان» دماء، وفى رصيده الشخصى كشف خسائر مادية تسبب فيها فى العراق وسوريا وليبيا.
وسوف يذكر التاريخ أن «أردوغان» أضاع فرصة تاريخية كى يقدم لأوروبا والعالم نموذجاً عصرياً للمشروع الحضارى الإسلامى المتقدم، بمعنى دولة مدنية حديثة تبجل روح التسامح والمبادئ الإسلامية.
العكس هو ما حدث، وهو أن الرجل أعطى انطباعاً سلبياً عن أى مشروع نهضوى إسلامى، فهو يغزو جيرانه، ويبتز دول شرق المتوسط، ويفتح أبواب جهنم على أوروبا مستخدماً المهاجرين، ويتاجر تارة بصواريخ «إس400» وتارة أخرى بنظام صواريخ «باتريوت».
أصبح «أردوغان» يشكل صداعاً سياسياً للعالم، ويشكل خطراً وجودياً لجيرانه، وأصبحت سياساته الخرقاء ومغامراته العسكرية الحمقاء تهدد الأمن والسلم الدوليين.
نعود للمقارنة بين كورونا وأردوغان فنقول:
الكورونا «فيروس» خطورته تمكن -حتى الآن- فى سرعة انتشاره وصعوبة السيطرة عليه، وعدم وجود مصل مؤكد له، لكنه طال الزمن أو قصر سوف يصل العلم -بإذن الله- فى غضون عام ونصف على أقصى تقدير إلى مصل أو لقاح له.
الأزمة الآن ليست فى مصل الكورونا، ولكن فى جنون أردوغان الذى لا شفاء منه، ولا سيطرة على انتشاره، ولا وجود لاختراع بشرى -بعد- لوقف جنون انتشاره فى هذه الدنيا!
«كورونا» مشكلة لها حل، أما «أردوغان» فلا!