الأسوأ من بقاء حكومة سيئة هو استبدالها بحكومة أسوأ!
الصفة ذاتها يقولونها للمرأة العانس «الأسوأ من بقائك فى حالة العنوسة هو الزواج من شخص غير مناسب».
أزمة تسمية رئيس حكومة واختيار الوزراء تبدأ -فى معظم الأحيان- فى بلادنا العربية بخطأ جوهرى!
هذا الخطأ هو البدء باختيار الأسماء قبل تحديد المعايير!
هذا الخطأ، هو أن يتم اختيار الأشخاص أولاً ثم وضع المهام لهم بعد ذلك!
اختيار الحكومات -حكماً بالضرورة- يجب أن يبدأ بسؤال.
ما مهام الحكومة الجديدة؟
بناء على تحديد المهام يتم -بعدها- تحديد مواصفات الوزراء المناسبة للمهام وليس العكس.
قبل التكليف والتأليف لا بد أن يكون هناك ما يعرف بخطاب التكليف من قبل السلطة العليا للبلاد (ملك - أمير - رئيس - مستشار - شيخ) للحكومة المكلفة.
أول من نقل مبدأ رسالة التكليف العلنية هو الملك حسين بن طلال، رحمه الله.
كان الملك حسين عند تكليف كل حكومة يرسل رسالة علنية لرئيس مجلس الوزراء المكلف يحدد له بشكل صريح وتفصيلى أهم أولويات مهام هذه الحكومة، والحيز الزمنى المطلوب للإنجاز.
أهمية رسالة التكليف هو وجود مرجعية شفافة وموضوعية لمحاسبة الحكومة والوزراء على المهام الموكولة إليهم.
وقد يعتقد البعض أن الحصول على حقيبة وزارية فى زمننا هذا، وفى عالمنا العربى هو تشريف وترفيع منصب تنفيذى، بينما واقع الحال يؤكد أنه مسئولية جسيمة وهو تكليف مرهق أكثر منه تشريفاً ومكافأة.
لقب وزير فى القواميس والموسوعات مشتق من صفة «وزر».
أى الحمل الثقيل المرهق والشاق، وفى قول آخر هى كلمة مشتقة من الوزر الذى هو صفة «الملجأ».
فى الحالتين سواء كانت صفة الوزير هى «حمل» أو «ملجأ»، فهى تعبر عن تعاظم مسئولية الوظيفة.
وهناك مجموعة من العناصر الأساسية التى تتكون منها أى حكومة تم الاتفاق عليها منذ أكثر من مائتى عام وهى:
1- ممارسة السياسة.
2- تطبيق الشرعية.
3- الاختصاص القضائى.
4- قواعد تنظيم السلوك.
5- تنفيذ القانون الحكومى.
وفى رأيى المتواضع أن مهام أى حكومة جديدة يجب أن تنطلق من الإجابة عن الآتى:
1- توصيف دقيق لأولويات مهام الحكومة الجديدة.
2- تقييم دقيق للأداء الجماعى للحكومة السابقة، وتقييم أداء كل وزير وكل وزارة على حدة.
3- بناء على ما سبق يتم تحديد مهام ومواصفات الوزراء الجدد وبالتالى يتم تحديد: أى مهام، وأى وزير، وبأى كفاءة، وفى أى حيز زمنى ملزم.
لذلك كله كلما سمعنا عن تغيير حكومى شامل أو محدود يشعر الإنسان بشفقة على مسألة التكليف والتأليف الحكومى، لأنها -فى أغلب الأحيان- تخضع لاعتبارات مزاجية أو شخصانية أو تدخل فى بعض الأحيان كجزء من سياسة المحاصصة «الحزبية أو الطائفية» أو «المناطقية» أو «المصلحية».
نعود ونحذر، الأسوأ من حكومة بعضها سيئ، هو استبدالها بحكومة كلها أسوأ!
وقد يهمك أيضًا: