بقلم : عماد الدين أديب
سؤال صعب ومؤلم وثقيل الدم نطرحه اليوم: هل من صالح العرب أن يفوز بنيامين نتنياهو برئاسة جديدة للحكومة الإسرائيلية، أم أن يخسر؟ وهل من ينافسه سيكون أفضل منه؟
للأسف الشديد، هناك حساب مهم من قبل واشنطن للدور الإسرائيلى فى المنطقة.
وللأسف الشديد فإن إدارة ترامب لا ترى ولا تبصر المنطقة العربية إلا عبر «نظارة نظر» إسرائيلية الصنع.
ذلك كله يجعل الانتخابات التشريعية التى ستجرى يوم 9 أبريل المقبل هى انتخابات عابرة للوضع المحلى ومؤثرة فى كل المحيط الإقليمى والدولى.
فى سوريا، يتابعون الانتخابات باهتمام لأن إسرائيل -وحدها- هى الضامن الحقيقى لبقاء النظام حتى الآن.
ولو لم يكن هذا صحيحاً لما سمحت تل أبيب بدخول إيران وحلفائها للدفاع عن النظام، ولما اضطرت موسكو إلى الاستئذان السياسى من إسرائيل وعمل غرفة عمليات مشتركة عسكرية روسية- إسرائيلية لتنسيق العمليات الجوية فى سوريا.
فى لبنان ينتظرون الحكومة الإسرائيلية من أجل معرفة مستقبل أمن جنوب لبنان وحزب الله وأسلحته وصواريخه التى يعتبرها جيش الدفاع الإسرائيلى مصدر خطر وجودى له.
وفى غزة ينتظرون شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة من أجل الإفراج عن المساعدة القطرية المحتجزة لدى تل أبيب، وعوائد الضرائب ومستقبل العلاقات الأمنية بين الطرفين.
وفى الأردن والعراق ينتظرون شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة من أجل معرفة مستقبل أمن الحدود المشتركة مع سوريا، ومستقبل النازحين واللاجئين فى البلدين.
وفى واشنطن ينتظر، بل ويدعم ترامب، بكل صراحة وقوة، ودون أى تردد، حليفه بيبى نتنياهو من أجل الحصول على دعمه فى «الإيباك» والصوت اليهودى فى الداخل الأمريكى قبيل معركة تجديد الرئاسة الثانية له.
وفى روسيا يريدون فوز نتنياهو وتحالفه بعد وصول العلاقات الروسية- الإسرائيلية إلى أفضل تنسيق استراتيجى من أجل أن تحسم موسكو مستقبل تشكيل ملفات:
1- الوضع فى سوريا.
2- العلاقة مع تركيا وإيران.
3- مبيعات السلاح الروسية فى المنطقة.
4- دعم الصوت اليهودى لإدارة بوتين فى واشنطن.
كما قلنا، فإن الانتخابات المقبلة فى إسرائيل لا تخص تل أبيب وحدها ولكن لها تأثيراتها العابرة للحدود، وأهم هذه التأثيرات «التأثير على خصوم إيران فى المنطقة الذين يرون فى إسرائيل الرادع الأكبر للمشروع الإيرانى».