توقيت القاهرة المحلي 08:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالمياً: مَن فشل فى إدارة «الكورونا» لا مستقبل له!

  مصر اليوم -

عالمياً مَن فشل فى إدارة «الكورونا» لا مستقبل له

بقلم: عماد الدين أديب

تحدى فيروس الكورونا ليس كله شراً مطلقاً، بل هو فرصة عظيمة لظهور المعادن الحقيقية لأفضل مَن فينا.

هذه الأحداث أظهرت بطولات، وتضحيات، وتفانياً وعطاء، كما أظهرت تخاذلاً واستهتاراً وسوء إدارة واستغلالاً وجشعاً لاحتياجات الناس فى ذروة الأزمات.

لا بد من الإشادة بالفرق الطبية فى ظل أزمة الكورونا حول العالم.

الفرق الطبية من أطباء، ممرضات، رجال الصليب والهلال الأحمر، المتطوعين والمتطوعات وضعوا حياتهم فى مهب الريح، وهم يحاولون مساندة ودعم المرضى والمشتبه فى إصابتهم بهذا الفيروس اللعين.

هؤلاء واصلوا الليل بالنهار، ويعملون فى ظل ظروف قاسية، ومخاوف استثنائية وإمكانيات أحياناً تكون شبه معدومة.

فى زمن الخطر، ظهر فى العالم الدور الجوهرى لقوى الجيش والأمن والحرس الوطنى فى إنفاذ سلطة القانون وفرض الحظر والعزل المنزلى بصرامة وقوة وانضباط فى ظل مجتمعات فيها تيارات متمردة عليه من خلال التمرد أو الجهل أو محاولة تسييس الأزمات للثأر السياسى من الأنظمة أو الأحزاب الحاكمة.

فى الإعلام، ظهر تعاطف مع صميم هموم الناس وبُح صوته فى محاولة شرح مخاطر وأبعاد الفيروس وضرورة التزام الناس ببيوتهم للسيطرة على مخاطر انتشار الوباء.

وفى الإعلام أيضاً، ظهرت أصوات مدمرة تبعث الخوف والشك والبلبلة فى عقول ونفوس المجتمعات.

فى مجتمع رجال الأعمال، هناك نماذج لمن أخرج ماله من أجل دعم من فقدوا أرزاق يومهم، ومن لا يملك ثمن ربطة الخبز أو حبة الدواء أو تذكرة المواصلات.

هؤلاء فهموا المعنى الحقيقى أن المال مال الله، ونحن مستخلفون فيه على الأرض، ونحن أى البشر، لسنا الملاك الحقيقيين له.

وفى ذات الوقت، لدينا التاجر الجشع الذى استغل زمن الأزمة وتاجر فى أقوات البسطاء، وخزّن البضائع ورفع الأسعار بجنون وتاجر فى الكمامات والمعقمات وأدوية البرد والإنفلونزا.

هؤلاء مصاصو دماء الناس، خلت قلوبهم من الرحمة، لا يخافون الله، ولا يعبدون الخالق، لكنهم يعبدون الدولار وحده لا شريك له، والعياذ بالله.

هناك مصارف، فهمت أن دورها هو بناء اقتصادات الدول وتنمية مجتمع المال والأعمال وفهمت معنى المسئولية الاجتماعية وقررت أن تتخلى عن جزء من أرباحها الضخمة مساهمة منها فى تضميد جراح ضحايا هذا الوباء والتخفيف عنهم.

وأيضاً رأينا مصارف بلا قلب وبلا ضمير لم تراع الظروف القهرية التى فرضتها حالة أضرار هذا الوباء الفيروسى اللعين.

ذات يوم قرب أو بُعد، سوف تنتهى هذه الأزمة وتعود الحياة إلى سابق عهدها.

بعد هذه الأزمة، لن نصاب بفقدان الذاكرة، وسوف يسجل ضمير الإنسانية موقف وأداء كل هؤلاء.

لن ننسى مَن استغل الأزمة ومَن ضحى.

لن ننسى الأبطال والبطلات الذين جازفوا بحياتهم، وكذلك الذين باعوا ضمائرهم ومبادئهم وأخلاقياتهم.

لن ننسى أبداً الحكومات والإدارات والمسئولين والأطباء والتجار والمصارف ورجال الإعلام الشرفاء، ولن ننسى أيضاً من باع لنا اليأس، وتاجر فى أقواتنا ومارس الفساد واستغل العباد وزوّر الحقائق والوقائع واستغل وسائل الإعلام لتحطيم معنويات الناس.

لن نفقد الذاكرة، وسوف نحفظ للأبطال بطولتهم، ولن ننسى للمخربين جرائمهم وفسادهم وإهمالهم فى حقوقنا.

إنها لحظة صدق تاريخية كاشفة لحقيقة جوهر مجتمعاتنا، وفارقة فى إيضاح مَن الطيب ومَن الخبيث ومَن الكفء ومَن الفاشل!

كل من نجح فى الاختبار الإنسانى فى تحدى الكورونا هو مَن سيحكم ويدير المستقبل القريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمياً مَن فشل فى إدارة «الكورونا» لا مستقبل له عالمياً مَن فشل فى إدارة «الكورونا» لا مستقبل له



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon