على مقهى فى شارع عربى جاء مجموعة من الشباب والشابات فى العشرينات من العمر عليهم آثار الاصطدام بأجهزة الأمن عقب تظاهرة تطالب بسقوط النظام، دار حوار بيننا.
شابة: يا أستاذ، ممكن نشرب معك فنجاناً من القهوة.
العبد لله: شاى، قهوة، كابتشينو.. أهلاً بكم.
شاب: أتينا الآن بعد اصطدام مع الشرطة أمام مبنى البرلمان.
العبد لله: وماذا تريدون من البرلمان؟
شابة: نريد أن نحتل بيت الشعب ونطهّره من احتلال النواب.
العبد لله: أليس هؤلاء من اختياركم عبر الصندوق الانتخابى؟ أليسوا ممثلى الشعب؟
شاب: أعطيناهم الثقة ولكن خانوها، أصبحوا طبقة طائفية فاسدة تدافع عن مصالحها وليس مصالح الناس.
العبد لله: البرلمان - تاريخياً - له وظيفتان هما: المراقبة للسلطة التنفيذية، وسلطة التشريع.
شابة: سرقونا، نهبونا، خانونا!
العبد لله: ما جاء بالصندوق لا يتم تغييره إلا بالصندوق.
شاب: ماذا تقصد؟
العبد لله: الانتخابات المبكرة هى الحل.
شابة: لكنهم لا يريدون التخلى عن مقاعدهم، إنهم يعبدون السلطة.
العبد لله: يجب أن يكون نضالكم السلمى من أجل قانون انتخابى جديد، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
شابة: ولكن ماذا لو جاءت الانتخابات الجديدة بنفس الوجوه؟
العبد لله: هنا لا تلوموا إلا أنفسكم، فكل أمة تحصل على ما تستحق من حكام، وكل انتخابات هى تحصيل حاصل الحشد والتعبئة والذهاب إلى اللجان وإجراء التصويت.
شابة: نحن لم نذهب قبل ذلك؟
العبد لله: آه، لا يمكن لك أن تجلسى فى البيت وتشاهدى الانتخابات على شاشة التليفزيون وأنت تشربين الشاى والقهوة وتنتظرى أن يتغير مصير بلادك أوتوماتيكياً؟
شاب: إذن ما نصيحتك؟
العبد لله: على قدر فهمى المتواضع التغيير عبر الوعى، والوعى يعنى معرفة المطلوب، والمطلوب هو قانون جديد للانتخاب، والانتخاب الفوز فيه بالأصوات، والأصوات لا تأتى وأنت فى صالون المنزل ولكن أمام صندوق الانتخاب، وكما كان تشرشل يردد دائماً: الانتخابات والديمقراطية أمران مؤلمان للغاية، لكننا لم نخترع بعد ما هو أفضل منهما حتى الآن!
باختصار.. التغيير عبر الصندوق ولا شىء سواه!
وانتهى الحوار عند هذا الحد.