توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السؤال الأخير: احتمالات اللعبة ومواقف اللاعبين

  مصر اليوم -

السؤال الأخير احتمالات اللعبة ومواقف اللاعبين

بقلم : عماد الدين أديب

بعدما عرضنا، على مدار عشرة أيام، صوراً قريبة لأهم اللاعبين على مسرح الأزمة الحالية فى المنطقة وهم: الرئيس السيسى، الشيخ محمد بن زايد، الأمير محمد بن سلمان، المرشد الأعلى الإيرانى، الرئيس ترامب، الرئيس بوتين، التحالف القطرى التركى، رئيس الوزراء الإسرائيلى، يأتى أهم الأسئلة:

السؤال هو: بعد ما عرفنا «قانون الفعل ورد الفعل» الذى يتحكم فى قرارات هؤلاء جميعاً، كيف سيكون حال المنطقة فى حال اشتداد الصراع؟ هل هى الحرب؟ وإذا كانت فهل ستكون بمنطق محسوب؟ ضربة بضربة؟ حرب ممتدة؟ داخل أم خارج الأراضى الإيرانية؟ هل يحدث فيها إغلاق مضيق هرمز؟ هل تتأثر صادرات النفط والغاز والتجارة؟

وإذا كان القرار هو التسوية الإقليمية فمن هم الوسطاء؟ وبأى شروط؟ وهل يتم بدء إعادة مناقشة الاتفاق النووى، أم تتم إضافات ملزمة لإيران بعدم الاعتداء وحسن الجوار وإيقاف تجارب الصواريخ الباليستية؟

وإذا كانت هناك مفاوضات فما هو أفضل توقيت لها، دون معارك أم بعد صدام عسكرى محدود؟ وهل يتم الآن أم يتم الانتظار لمعرفة مستقبل الرئيس ترامب السياسى؟ هل تراهن الحسابات الإيرانية على بقاء ترامب أم على رحيله؟ وهل تساعده بتسوية لإنجاحه مقابل رفع العقوبات وإعادة تأهيل إيران؟

حرب، تسوية، تأجيل، أيها يفرض نفسه؟

أخطر ما فى كل الصورة ليست مخاطر الحرب أو ثمن التسوية أو أضرار انتظار نتائج التأجيل، ولكن أخطر ما فى هذا الوضع أن الجميع، وأكرر الجميع، من المرشد إلى ترامب، ومن بوتين إلى نهاية كافة القوى الإقليمية وامتداداتها، لا يعرفون إلى أين -بالضبط- يمكن أن تنتهى هذه الأزمة؟

إيران تريد أن تكون القوة الإقليمية العظمى، لكنها لا تريد الحرب وتكاليفها.

وإيران أيضاً لا تريد الحرب، لكنها لا تريد إعادة فتح مناقشة اتفاق جديد مع الأمريكيين فيه شروط جديدة.

ترامب يريد أن يلقن إيران درساً، ويحشد «إبراهام لنكولن»، و«نيمتز»، لكنه يعلن أنه لا يريد الحرب.

يتحدث عن المواجهة، لكنه يبحث عمن يدفع الفاتورة الباهظة.

شبح احتمالات الحرب بالوكالة يطفو على السطح من جانب الإيرانيين والأمريكيين.

وشبح التفاوض بالوكالة أيضاً يظهر من جانب الأطراف.

نحن الآن أمام سباق محموم للوساطات فى المنطقة والعالم يمكن تحديده على النحو التالى:

1- رئيس الوزراء العراقى عادل عبدالمهدى.

2- رئيس الجمهورية السويسرى لكون سويسرا الدولة الراعية للمصالح بين أمريكا وإيران.

3- رئيس الوزراء اليابانى الذى حصل على الضوء الأخضر من ترامب للتحدث مع الزعامة الإيرانية عند قيامه بأول زيارة لرئيس وزراء يابانى لطهران منذ عام 1979.

4- قطر وتركيا اللتان تعرضان ليل نهار جهود الوساطة.

5- سلطنة عمان التى شهدت قبل ذلك لقاءات سرية بين الطرفين.

6- السفير البريطانى لدى العراق صاحب العلاقات الجيدة مع الطرفين.

7- جون كيرى، الذى منذ أن ترك منصبه كوزير خارجية لبلاده، يعمل فى مجال الاستشارات مع الإيرانيين.

8- الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، الذى يعرف بخبرته العميقة فى مجال الدبلوماسية أن قضايا انفجار الوضع فى حال الصدام العسكرى سوف تطال دول الخليج.

9- المخابرات الألمانية التى أوفدت مبعوثاً لها سراً إلى طهران.

آخر الوسطاء هما باكستان والهند بطلب إيرانى من وزير الخارجية جواد ظريف.

إذاً نحن أمام استعداد عسكرى محموم، وتصريحات نارية من ناحية، وتأكيدات من الجميع أنهم يرفضون الحرب، ووساطات محمومة ليل نهار.

أى من هذه الاحتمالات قابل للترجيح؟

الإجابة الأمينة: أتحدى، أكرر أتحدى، أن أحداً كائناً من كان يعرف إجابة محددة سوى أن كل الاحتمالات مفتوحة، من التسوية إلى التأجيل إلى انزلاق وانفلات الوضع العسكرى.

المعضلات الأساسية هى حالة الصراع الداخلى فى الإدارات، وبالتالى فى الإرادات لدى كل طرف فى واشنطن وطهران:

فى إيران صراع رأسى وعمودى بين الحرب الشاملة والحرب المحدودة، بين الحرب المباشرة أو الحرب بالوكالة، بين التسوية الشاملة أو رفض أى تعديل؟ لذلك كله تظهر تصريحات رسمية متناقضة يومياً.

فى إيران صراع بين المرشد والرئيس وبين الحرس وتيار آخر داخل الحرس، وبين النخبة والمجتمع المدنى وبين هؤلاء والحوزة الدينية.

فى واشنطن هناك صراع بين ترامب وترامب، بمعنى أن الرجل متأرجح بين المواجهة بهدف المواجهة، والمواجهة بهدف تحسين شروط التفاوض.

وفى واشنطن صراع بين الرئيس وأقطاب حزبه، وبين حزبه والمعارضة الديمقراطية، وبين جهاز الاستخبارات وبين وزارة الدفاع، وبين جون بولتون ومايك بومبيو.

وفى العراق أنصار إيران يريدون المواجهة، وأنصار واشنطن يريدون الوساطة والتهدئة.

وفى إسرائيل هناك اتفاق على ضرورة أن تحدث ضربة تكون على أرض إيران.

وسط كل هذا الجنون يعرض وزير الخارجية الإيرانى «الوجه الجميل الطيب المتسامح المسالم» للسياسة الإيرانية حينما يصرح بأن بلاده ترغب فى حسن الجوار مع دول الخليج العربى إلى الحد الذى عرض فيه «عمل معاهدة بين إيران ودول الخليج العربى تنص على عدم الاعتداء وحسن الجوار».

فى ذات الوقت تصدر تصريحات من قائد سلاح البحرية الإيرانية تتحدث عن إشعال مياه الخليج العربى كله ضد الأعداء!

وفى روسيا يريدون توريط أمريكا ودفع إيران أكثر إلى أحضان موسكو.

وفى الرياض وأبوظبى والقاهرة والمنامة والأردن هناك رغبة أكيدة لأن يتم تحجيم الدور الإيرانى عبر ضغط محسوب يعيد إيران إلى داخل حدودها ويوقف امتداداتها فى المنطقة مهما كان الثمن ومهما كانت التكاليف.

معسكر الاعتدال العربى هذه المرة سوف يذهب للنهاية فى مشروع تحجيم الدور الإيرانى فى المنطقة.

يا لها من لعبة معقدة للغاية فيها كل شىء فى علم السياسة إلا صيغة قائمة على العقل والحكمة والتسوية.

الكرة هذه المرة أمام اللاعب الإيرانى، إما أن يخسر بالحرب المحدودة، أو يخسر بالتسوية الملزمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السؤال الأخير احتمالات اللعبة ومواقف اللاعبين السؤال الأخير احتمالات اللعبة ومواقف اللاعبين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon