هل هناك مصداقية لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الدولة التركية؟
هل يمكن تصديق قول فخامته أنه مدافع عن الإسلام، وعن الشرعية وعن المظلومين والمقهورين فى هذا العالم؟
هل يمكن تصديق قول فخامته أنه محارب للفساد والاستبداد والاعتقال والديكتاتوريات والأنظمة القمعية؟
هل يمكن تصديق فخامته حينما يقول إنه دخل كركوك والموصل، وشمال شرق الفرات من أجل حماية الأمن القومى التركى مما سماه الخطر الداهم الذى يمثله الشعب الكردى؟
وأخيراً، هل يمكن تصديق فخامته حينما يدعى أن حدود بلاده البحرية تبدأ من طرابلس وليس كما جاء ترسيمها حسب قواعد معاهدة الحدود البحرية الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1981؟
هل نصدق فخامته ونكذب أنفسنا أم أن الحقيقة أن الرجل -عفواً- مريض بالكذب السياسى إلى حد الإدمان؟
حتى لا نتهم بالتحامل على فخامته تعالوا نقيّم بعضاً مما «يقول» من ناحية وما «يفعل» من ناحية أخرى وننسب كل واقعة إلى مصادرها حتى نكون قد تحرينا أكبر قدر ممكن من الموضوعية.
1- وعد فخامته بتحقيق معدل نمو 15٪ على مدار عشر سنوات للاقتصاد التركى بينما وصل معدل التنمية إلى 4٪ «البنك المركزى التركى».
2- قال فخامته فى خطاب علنى إن تركيا أقرضت صندوق النقد الدولى خمسة مليارات بينما أكدت وزارة المالية التركية أن ذلك لم يحدث أبداً (تصريح علنى لوزير المالية محمد شيمشيك بأن ذلك لم يتم لأن الصندوق لم يتقدم إلينا بمثل هذا الطلب).
3- أكد فخامته أن تكاليف بناء قصر الحكم الذى أعد لمجلس الوزراء فى أنقرة وتحول فجأة إلى قصر رئاسى هى من 310 إلى 355 مليون دولار، بينما أوضحت غرفة المهاريين الأتراك فى بيان رسمى أن كلفة القصر الحقيقية هى 2.2 مليار دولار.
ملحوظة: إن عدد غرف القصر تبلغ 1150 غرفة، حسب بيان الرئاسة التركية.
4- أكد فخامته قبل محاولة الانقلاب أن مجلس الأمن القومى التركى -فى تصريح علنى- ليس له أى دور أو مرجعية معتبرة فى اتخاذ القرارات، ثم عاد بعد الانقلاب وقال فى تصريح علنى لقناة «تى. آر. تى»:
إن قرارات المجلس وما صدر عنه مؤخراً أهم من الدستور! وما صدر كان حق السلطات فى الاعتقال دون تحقيق!
5- إعلان فخامته عن مبادرته الإنسانية عن قيام تركيا ببناء مساكن لملايين اللاجئين السوريين بينما جاءت تصريحاته وبياناته المكتوبة للاتحاد الأوروبى تطالب بالتكاليف لهذه المشروعات لتمكين شركات المقاولات التركية من القيام بها.
6- قيام فخامته بتخصيص صفقات بالأمر المباشر لمصانع أسلحة بـ20 مليار دولار لحساب دولة قطر ونقلها للدوحة دون مناقصة أو أى إجراءات نظامية مما دعا زعيم المعارضة التركى «كيلتشوار أوغلو» إلى وصف هذا العمل بأنه «خيانة».
7- اتهم فخامته معارضيه بالفساد ومنهم «المهندس والمنظر الرئيسى لحزب العدالة والتنمية» أحمد داود أوغلو، الذى انشق عنه.
وبعد ذلك تحداه أوغلو بأن يكشف فخامته عن أصوله المالية.
8- يتهم فخامته زعماء العديد من الدول حول العالم بدعم وإيواء الفاسدين بينما نشرت التقارير الرسمية للمنظمات الدولية المكافحة للفساد بأن تركيا من أكثر دول العالم رعاية للفساد وأموال الفساد العالمى:
مثلاً، تمكن عباس البشير، شقيق الرئيس السودانى السابق عمر البشير من نقل أمواله إلى تركيا وفتح حسابات مصرفية فى البنوك التركية، وذات الشىء قام به عطا مولى سفير السودان السابق فى واشنطن.
مثلاً، كشفت التحقيقات فى الجزائر عقب سقوط نظام بوتفليقة تهريب أموال فساد بالملايين إلى مصارف تركية.
مثلاً، بلغ الفساد فى تركيا أعلى مستوياته حينما أكدت التقارير الدولية أن المصارف التركية هى أكبر من يستقبل أموال المافيا الروسية.
مثلاً، تقول التقارير الفنزويلية إن هناك اتفاقاً رسمياً تم برعاية فخامة الرئيس أردوغان تم بموجبه تهريب 360 طناً من الذهب الفنزويلى أى ما يساوى 19 مليار دولار إلى تركيا (المصدر هو المعارضة الفنزويلية).
هناك ما يزيد على 94 تصريحاً علنياً لفخامة الرئيس ضد «الإرهاب الدينى» وتفسير أى تدخل عسكرى تركى فى سوريا والعراق بأنه لمكافحة هذا الإرهاب ويؤكد تقرير مركز «نورديك مونتيور» الشهير أن تقارير حقوق الإنسان تؤكد أن تركيا أفرجت عن 61٪ من الإرهابيين الذين اعتقلتهم والذين ينتمون «لداعش» و«القاعدة» وأدخلتهم إلى حدود العراق وسوريا وسهلت لهم أمورهم.
يتهم فخامته كثيراً من «الزعماء الآخرين برعاية القمع والاستبداد» بينما كشف عدة ضباط من رتب عالية تم اعتقالهم عقب محاولة الانقلاب: «إن أبشع أنواع التعذيب قد استخدمت معهم لانتزاع اعترافات كاذبة استخدمت فيها الصواعق الكهربائية».
9- يتحدث دائماً فخامته عن تجربته العلمية والدراسية بينما تنظر محكمة حقوق الإنسان الأوروبية فى ستراسبورج قضية مرفوعة من نشطاء تطالب بالتحقيق فى صحة شهادة تحرج فخامته فى الجامعة.
وجاء فى الدعوى: «اتهام فخامته بتزوير شهادة تخرجه الجامعية وحينما حاولنا اللجوء للقضاء التركى لم نحصل على أى تعاون أو نتائج».
ذلك كله يدفعنا إلى السؤال العظيم: هل بعد ما ذكر وهو قطرة فى بحر من وقائع واتهامات لفخامة الرئيس التركى، هل يمكن أن تكون له أى مصداقية فى حقوق بحرية أو ثروات فى غاز البحر المتوسط؟
إلى كل من يعتقد عن تضليل أن أردوغان هو نموذج للإسلام والإنسانية والإصلاح عليه أن يعيد النظر بقوة فى هذه الضلالات وينتقل من هذه الحالة إلى محاربة كل أكاذيب هذا الرجل، بكل ما أوتى من قوة.
أردوغان، رجل يكذب كلما تنفس!
آخر الأكاذيب ما صرح به عن اتهام السعودية بالضغط على باكستان لعدم حضور اجتماعات مشروعه المشبوه فى ماليزيا!
وتلك قصة أخرى، غداً بإذن الله نشرح ملابساتها.