توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان: صراع طبقة الحكم والجماهير الغاضبة (2)

  مصر اليوم -

لبنان صراع طبقة الحكم والجماهير الغاضبة 2

بقلم : عماد الدين أديب

مَن ينتصر فى لبنان، غضب الشعب أم الطبقة السياسية الحاكمة؟

مَن ينتصر.. وجع الناس المحرومة أم مصالح تزاوج المال بالسياسة؟

مَن ينتصر.. لبنان الواحد الموحد المضاد للطائفية أم عائلات الطوائف التى تدير المشهد السياسى منذ العام 1943 حتى يومنا هذا؟

مَن ينتصر.. لبنان المدنى العابر للطوائف أم لبنان المذهبى القائم على المحاصصة الطائفية؟

الأمر المؤكد، بصرف النظر عن النتائج النهائية لهذا الصراع، أن هناك متغيرات جوهرية غير مسبوقة فى «قانون اللعبة» و«معادلات العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى لبنان» يمكن إجمالها على النحو التالى:

1- أن هناك تراجعاً غير مسبوق عن حصانة الفساد وحماية الطبقة السياسية فى البلاد برفع السرية المصرفية عن حساباتهم.

2- أنه تم إنهاء الكثير من الامتيازات المبالغ فيها التى أدت إلى نزيف فى موازنة الحكومات المتعاقبة كانت تدخل جيوب الساسة وكبار الموظفين بشكل مبالغ فيه.

ويكفى أن نعرف أن بدل سفر المسئول الكبير فى الحكومة أو الوزير يتعدى 4 أضعاف المسئول فى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى. ومن المذهل أن يعلم الناس فى لبنان أن رئيس جمهورية أيرلندا -وهى دولة قوية اقتصادياً- زار بيروت مؤخراً على متن طائرة تجارية كراكب فى مقعد درجة سياحية، بينما يحصل المسئول اللبنانى على امتيازات غير منطقية لاقتصاد دولة على حافة الإفلاس.

3- التراجع عن أى ضرائب إضافية على المواطنين.

4- إلغاء مجالس هدر تسببت فى خسائر بلغت المليارات.

5- أخطر وأهم متغير فى هذا الحدث على الإطلاق هو رفض الجماهير المتظاهرة الوصاية والعبودية للعائلات السياسية وزعامات الأحزاب التقليدية.

6- الخطاب السياسى فى لبنان هذه الأيام لأول مرة عابر للطوائف والمذاهب والأحزاب.

7- إدراك النخبة السياسية الحاكمة أن مصداقيتها وصلت عند الناس إلى الصفر وأن قبضتها الحديدية على مصائر البلاد والعباد قد وصلت إلى الحد الأدنى.

8- نهاية الانحيازات المناطقية التقليدية بمعنى أن هذه الحركة كسرت الانحياز المناطقى التقليدى ما بين العاصمة والأطراف، وبين الشمال والجنوب، وبين مناطق الإعمار ومناطق الفقر.

9- لوحظ أنه لأول مرة هناك فى مناطق الجنوب ذات الأغلبية الشيعية «تحطيم أصنام» زعامات الثنائية الشيعية، تحديداً لحركتى «أمل» و«حزب الله»، ظهر ذلك فى حجم المظاهرات وفى الهتافات وفى التجرؤ على الحرق الكامل لاستراحة زعيم حركة «أمل» فى مدينة «صور» وهى معقل تقليدى قوى تاريخياً وكانت مركز قيادة الإمام الغائب موسى الصدر.

10- أصبح كل من ينتمى إلى نادى الخمسة الآن «سياسى حالى وسابق فى الحكومة، وفى الرئاسة، وفى المجلس النيابى، فى الإدارة العليا، بالإضافة إلى قيادات أحزابهم وطوائفهم» مرفوضاً بشكل كامل من المتظاهرين أن يتولى أى منصب حكومى على أى مستوى من المستويات.

11- أصبح الصراع الآن هو من يتحمل بالضبط وصول الأمور إلى ما وصلت إليه.

هناك من يُحمِّل الرئيس عون وصهره جبران باسيل المسئولية، وهناك من يحمل رئيس الحكومة لأنه صمت على محاولات التعطيل الممنهجة التى استمرت خلال الـ3 سنوات ضده.

وهناك من يحمل مجلس النواب والـ128 نائباً مسئولية عدم قيامهم بدورهم الأساسى فى الرقابة والتشريع.

وهناك من يتهم الثنائية الشيعية بالعمل على أجندة سورية إيرانية لتعطيل الأوضاع فى لبنان.

الأغلبية الكاسحة من الرأى العام تتهم الجميع، وأعنى الجميع، ولا يتم استثناء أى منهم، المذنب فيهم والضحية، الشريف والفاسد، الكفء والفاشل، وتحملهم المسئولية.

هذا هو وضع النخبة الحاكمة ولكن من هم المتظاهرون؟

إنهم مزيج من كل الشرائح والطبقات، المسيسون منهم، والذين ينتمون إلى أحزاب، خرجوا عنها وكفروا بها وبقيادتها.. إنهم من أصحاب المطالب وأصحاب الأوجاع.

إنهم من العاصمة ومن أطرافها، ومن مدن الشمال ومن الجنوب، من السنة والشيعة، من الموارنة ومن الأرمن، من الدروز بكل فصائلهم.

إحصاء عام 2017، حسب تقدير الخارجية الأمريكية، بلغ تعداد سكان لبنان المقيمين 6 ملايين ومائتى ألف نسمة، 61٪ منهم فى الفئة العمرية ما بين 15 عاماً و54 عاماً.

الذين وُجدوا فى الميادين من تلاميذ المدارس تبلغ نسبتهم 14٪، والشيوخ الذين يزيدون على 65 عاماً وما فوق 7٪.

منذ أن تأسس لبنان فى نوفمبر 1943 حتى الآن، ورغم مرور 71 حكومة على لبنان الحديث، فإن الحكومة رقم 72 التى يرأسها سعد الحريرى هى أكثر الحكومات التى تعرضت لعناصر تفجير من داخلها وخارجها، محلياً وإقليمياً.

هذه الحكومة الآن لا تواجه أزمة سياسية تقليدية لكنها تواجه حركة مطلبية فقدت صبرها، وتسدد فاتورة تاريخية مسئولة عن بعض منها وأخرى متراكمة منذ العام 1992.

ذلك كله يضع الصراع بين الحراك الشعبى والقوى التقليدية على المحك الخطر.

إذا تم رفض الإصلاحات من ناحية المتظاهرين، وإذا استمرت القوى التقليدية تدير الأمور وكأن شيئاً جوهرياً لم يتغير بعد، فإن ذلك يقود حتماً إلى فوضى.

ذلك يتم فى وقت ظهر فيه سياسى واحد ظهر أمس مع المتظاهرين هو النائب الحالى والعميد المتقاعد «شامل روكوز» الذى يحظى بشعبية فى الشارع والجيش وهو قائد معركة «عرسال» وزوج كلودين ميشيل عون.

هنا يأتى السؤال: هل الجيش يصبح هو الحل فى حالة الفوضى؟

غداً نجيب على السؤال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان صراع طبقة الحكم والجماهير الغاضبة 2 لبنان صراع طبقة الحكم والجماهير الغاضبة 2



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon