توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع

  مصر اليوم -

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع

بقلم : عماد الدين أديب

قرار الإدارة الأمريكية بإدراج الحرس الثورى الإيرانى فى قائمة الإرهاب الدولى، هو أول إدراج فى التاريخ المعاصر لاعتبار جيش بأكمله من القوى الموصومة بالإرهاب.

هذا القرار يأتى بعد تصعيد متدرج منذ شهر كامل للحرس الثورى الإيرانى تحت دعوى «أنها منظمة تدعم مادياً وعسكرياً أعمال الإرهاب فى المنطقة». القرار -للأمانة- نتيجة منطقية للدور الخطر والامتدادى للحرس الثورى فى المنطقة.

هذا القرار سبقه خلال العامين الماضيين:

تأسيس الحرس الثورى الإيرانى عقب الثورة الإيرانية التى جاء فى دستورها نص صريح يقول: «لا بد أن يكون للثورة حرسها، ويسعى إلى حمايتها وتنفيذ رؤيتها فى الداخل والخارج».

ويضم الحرس الثورى 120 ألف جندى وضابط نظامى، ولديه 90 ألفاً من فرق المقاومة، ولديه أيضاً أكثر من 300 ألف تحت الطلب فى قوات الاحتياط، ويأتمر أساساً من قِبل المرشد الأعلى.

يتسلح الحرس بالقوات البرية والبحرية والجوية، ويضم فى تسليحه مدرعات وصواريخ باليستية ومروحيات وطائرات مسيَّرة وغواصات وقطع بحرية وقوارب مطاطية.

تم إدراج أسماء منفردة من كبار المسئولين الإيرانيين فى قوائم الإرهاب وتطبيق كل قواعد وإجراءات العقوبات المتعارف عليها دولياً.

وجاء الرد الإيرانى على لسان محمد جعفرى، قائد قوات الحرس الثورى، قوياً مهدداً حينما قال: «إنه فى حال تطبيق هذا القرار الأمريكى فإن الحرس الثورى لن يقف صامتاً، وإن القوات الأمريكية فى غرب آسيا لن تنعم بأى استقرار».

والحرس لديه -بالفعل- خبرات قتال متكررة فى الحرب العراقية - الإيرانية، وضد تمرُّد الأكراد، وحرب البوسنة وبلوشستان وسوريا ولبنان واليمن، وضد «القاعدة وداعش» والمعارضة السورية.

هذا القرار التصعيدى من قِبل إدارة ترامب يسير بالتوازى مع مجموعة العقوبات الاقتصادية القاسية التى اتُّخذت منذ 4 أشهر ضد إيران، والتى تتصاعد يومياً حتى تصل إلى المنع الكامل لتصدير النفط الإيرانى، والوصول بالمبيعات التى تشكل الدخل الرئيسى للبلاد إلى أدنى حالاتها، مما سيجعل طهران وقيادتها وحلفاءها فى حالة ضغط وتوتر غير مسبوقين.

القرار الأمريكى يضع المنطقة كلها فى حالة استنفار وتوتر، ويضع القوات والمصالح الأمريكية فى العراق وسوريا وأفغانستان فى وضع شديد التهديد وبالغ المخاطر.

وكما يقول أهل مصر «فإن المشرحة لا تنقصها جثث قتلى»، لذلك فإن القرار الأمريكى جاء فى أسوأ الأوقات، حيث هناك حالة سيولة شديدة، ووصول أوضاع كثير من الملفات إلى مرحلة حافة الهاوية، لذلك فإن البعض يعتبر قرار واشنطن بمثابة صب الزيت على النار بعد ضم القدس والجولان.

ها هى الجزائر فى اختبار شديد من موقف قيادة الجيش، لرغبة المعارضة فى التخلص من رموز النظام السابق.

وها هى جماهير المعارضة السودانية تستجيب لدعوة النقابات المهنية، وتحاصر قيادة الجيش السودانى فى وزارة الدفاع، وتبدأ إضراباً عاماً وتهتف: «الشعب يريد إسقاط النظام».

وها هى إسرائيل تدخل فى معركة مجهولة النتائج لاختيار رئيس حكومة جديد.

وها هى ليبيا تدخل فى معركة تكسير عظام بين قوات الوفاق الوطنى وقوات جيش المشير حفتر.

وها هى تركيا فى توتر شديد بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وخسائر الأغلبية للانتخابات المحلية، والخلاف مع واشنطن حول صفقة صواريخ «إس 400» مع روسيا.

منطقة ملتهبة، معظم أنظمتها على حافة الهاوية، الأسئلة فيها أكثر من الإجابات، والمخاوف سحابة عظمى تظلل المنطقة من المحيط للخليج.

وكأننا بحاجة إلى تسخين جديد من «ترامب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع قرار إدانة الحرس الثورى يضاعف تسخين الأوضاع



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon