بقلم : عماد الدين أديب
يخطئ من يعتقد أنه يعرف نهاية الفيلم التراجيدى «صراع فى الخليج» بطولة دونالد ترامب وعلى خامنئى.
ويخطئ أكثر من يعتقد جازماً أن نهاية الفيلم ستكون سعيدة للطرفين تحت منطق معتاد وهو: «الدنيا غنوة نغمتها حلوة»، و«كفى الله المؤمنين شر القتال»، و«الصلح خير» و«المسامح كريم».
هذه الأعذار التى يعقبها «تبويس اللحى» لا تحدث إلا فى عالمنا العربى حيث تنتقل حالة العداء المستعر إلى حالة من «الأخوة والمحبة» والعكس أيضاً صحيح.
أهم ما يطيل إخراج هذا الفيلم هو عدم وجود ذلك المنتج الممول القادر على المخاطرة بملياراته!
فيلم «صراع فى الخليج» ما زال فى ثلثه الأول، وهو الثلث الدرامى الذى يتم فيه عرض الشخصيات، والآن -ومنذ أيام فقط- دخلنا فى الثلث الثانى وهو الجزء الذى تتعقد فيه الأحداث وبانتظار وصول الأزمة فيه إلى مرحلة الذروة.
نحن بانتظار الثلث الثالث الذى تقع منطقته الزمنية من الآن حتى فبراير المقبل حيث تصل الانتخابات الأمريكية إلى مرحلة دقيقة، وتصل فيه العقوبات الأمريكية على إيران إلى مرحلة خطرة.
«ترامب» باختصار يراهن على سيف العقوبات، و«خامنئى» يراهن على استدرار مواجهة عسكرية تنقذ النظام من نظام العقوبات، وهو يعلم مسبقاً أن «ترامب» لا يريد ولا يقدر على دفع فاتورة هذه المواجهة.
كلام نانسى بيلوسى، زعيمة الديمقراطيين، حول الحرب مع إيران كانت رسالة واضحة أن أغلبية المجلس التشريعى الديمقراطى -تقليدياً- ضد المواجهة العسكرية مع إيران، وترى أن قرار الحرب مخاطرة مكلفة لا مبرر لها.
يعلم «ترامب» جيداً أن قراره بإيقاف المفاوضات النووية، التى تعتبر أحد أهم إنجازات باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيرى، لم يكن قراراً شعبوياً لكل الحزب الديمقراطى ولبعض أقطاب حزبه الجمهورى.
ما زال فيلم «صراع فى الخليج» معروضاً على شاشة المنطقة والعالم، والتطورات الدرامية فيه مشوقة وغامضة وغير محسومة سلفاً كما يعتقد البعض.
نهايات الفيلم تحتمل أن يموت أحد الأبطال أو كلاهما أو يحدث غير المتوقع ويموت الجمهور!
كلمة النهاية لم تنزل على الشاشة بعد.