توقيت القاهرة المحلي 17:49:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة ثنائية السلاح

  مصر اليوم -

كارثة ثنائية السلاح

بقلم - عماد الدين أديب

علمنا التاريخ، وهو خير معلم، أن ثنائية السلاح في الدولة الحديثة تؤدي إلى الفوضى والخراب والحروب الأهلية المدمرة.

آخر هذه الدروس الصارخة هي 3 نماذج كاشفة.

الأول، هو الدرس الروسي الذي انفجر فيه الوضع بين الجيش الروسي الذي يعتبر ثالث قوة عسكرية في العالم ومجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة التي كان يقودها بريغوجين النادل، والمساعد الإداري السابق لبوتين.

تأسست «فاغنر» عام 2014 إثر ضم شبه جزيرة القرم، ولعبت أدواراً في الحرب السورية، وإفريقيا الوسطى وليبيا وموزمبيق والسودان ودول الساحل الأفريقي.

سمُح لـ«فاغنر» – وحدها – أن تكون قوى خاصة غير تابعة لأي سلطة سوى لقائدها الذي كان يحظى بالثقة المعنوية والغطاء السياسي للرئيس بوتين.

انتهى أمر هذه الحركة منذ أشهر حينما اصطدم قائدها بوزير الدفاع «شويغو» وهيئة أركان الجيش الروسي، وتدهور الحال إلى زحف من الأراضي الأوكرانية في الطريق إلى موسكو.

ثم عزل رئيسها الذي سقطت طائرته منذ أكثر من شهر فوق موسكو.

منذ أيام أصبحت «فاغنر» تابعة كلياً لوزارة الدفاع، إدارياً ومالياً وأمنياً وتسليحياً، ومنذ أيام أعلن بوتين تعيين النائب السابق لـ«فاغنر» قائداً لها، بعد أن أصبح تابعاً تماماً لإدارة وإشراف وزارة الدفاع.

النموذج الثاني لفشل وخراب ثنائية السلاح هو نموذج قوات التدخل السريع في السودان.

تأسست «التدخل السريع» من قبل نظام عمر البشير في مارس 2014، كي تكون قوات تدخل مباشر ذات مهام وتسليح خاص، ولكي تقوم بأعمال يصعب احتسابها قانوناً وشرعاً إلى قوات الجيش النظامي.

وانتهى الأمر بها بأن انقلبت مع الجيش على عمر البشير وتقاسمت السلطة والأمن مع المؤسسة العسكرية وخاضت حرباً أهلية مدمرة في أسوأ صراع سلطة بين قوتين، وانتهى الأمر بأن أعلنت المؤسسة العسكرية بإنهاء وجودها الشرعي وضمها إلى رئاسة الأركان.

آخر النماذج لكوارث ثنائية السلاح، هو ما يعانيه لبنان الآن من ثنائية سلاح الجيش الوطني وقوات حزب الله.

هذه الثنائية تحولت إلى ثنائية في الأمن والسلطة والحكومة ومفاصل الدولة، وبالتالي فقدت الدولة الوطنية في لبنان سلطتها وأصبحت رهينة مُعطلة السلطة بلا رئيس وبلا حكومة فاعلة.

الدرس المستفاد: ثنائية السلاح تؤدي لثنائية السلطة، وثنائية السلطة تفقد الدولة الوطنية سلطتها، مما يؤدي إلى الصراع السياسي الذي لا حل له سوى الصراع الدموي العسكري الذي لا بد أن يؤدي لفوز متغلب كامل ومهزوم كامل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة ثنائية السلاح كارثة ثنائية السلاح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon