توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيروس إدارة «كورونا» يهدد «ترامب»!

  مصر اليوم -

فيروس إدارة «كورونا» يهدد «ترامب»

بقلم: عماد الدين أديب

منذ أن تولى مقاليد السلطة فى 20 يناير 2016 لم يظهر الرئيس ترامب أمام الرأى العام فى حالة عصبية وعدوانية مثلما ظهر أمس.

لمدة ساعتين، قام ترامب، وخلفه نائب الرئيس وفريق خلية الأزمة لمعالجة ملف كورونا، بالهجوم على الجميع، وإسكات كل الأسئلة الانتقادية لأداء الرئيس والإدارة منذ بدء الأزمة العالمية لهذا الفيروس.

صب ترامب غضبه الشديد، وبدا عليه التوتر ونفاد الصبر، على 4 قوى رئيسية:

1- الإعلام الذى يسميه «الإعلام الكاذب المزور».

2- الحزب الديمقراطى المعارض بزعامة السيدة بيلوسى رئيسة الأقلية فى مجلس النواب.

3- منظمة الصحة العالمية التى ألصق بها تهمة محاولة التستر على حقيقة انتشار الفيروس فى الصين وعدم الشفافية فى تقديم المعلومات اللازمة للعالم والولايات المتحدة فى حينها، وأنه اضطر بعد تأخر موقف منظمة الصحة العالمية إلى منع السفر من وإلى الصين، وهدد الرئيس بعقاب للمنظمة، حيث إن واشنطن هى أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية (400 مليون دولار).

4- ما سماه بتسييس بعض حكام الولايات وكبار الإداريين فى الولايات الذين ينتمون للحزب الديمقراطى وكذبهم وإنكارهم لحقيقة الدعم الحكومى والأداء المثالى الذى قامت به إدارته.

محور سلوك ترامب فى المؤتمر الصحفى، كما ظهر فى الفيلم الدعائى الذى عرضه فى بداية المؤتمر، وفى بيانه الابتدائى، ثم فى تراشقه مع الصحفيين فى المؤتمر الصحفى الذى طال عن العادة هو: «قُمنا بجهد عظيم ومثالى، ولم نخطئ فى شىء، ولم نتأخر فى قراراتنا، وما يشاع عن أخطاء هو صناعة الإعلام الكاذب، وفبركة شريرة من الحزب الديمقراطى».

جزء رئيسى من المكون النفسى لشخصية «الإنسان» دونالد ترامب هى «الإنكار الدائم» و«تحميل الآخر» -أى آخر، كائناً من كان- مسئولية الأخطاء.

وحينما يقترب سيف الحقيقة، وتضيق دائرة المواجهة بالأدلة والحقائق حوله، يتحول الرجل إلى «عصبى» و«عدائى» و«مراوغ» و«ناكر» لأى حقائق، رافض لأى انتقاد أو حوار.

ومما يجعل حالة الإنكار صعبة هى أرقام الإصابات والوفيات، فحتى كتابة هذه السطور أصيب 584 ألف أمريكى وتوفى 23 ألفاً و555 إنساناً، وهو رقم غير مسبوق من الضحايا لم يحدث إلا فى خسائر الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب الأمريكى.

حالة الإنكار هذه تُعرف فى الطب النفسى بأنها حالة لإنكار الواقع كوسيلة لتجنب الحقيقة غير المريحة لصاحبها من الناحية النفسية.

وحالة الإنكار هى عمل غير عقلانى يقوم بحجب التحقق من تجربة أو حدث تاريخى حتى لو تم تقديم الآخرين أدلة مادية ملموسة.

إنها حالة من إنكار الواقع والإيمان المطلق باحتكار الصواب.

وتعرف هذه الحالة السلوكية، فى بعض الحالات، بالآليات الدفاعية أو الدفاعات النفسية. ويعد عالم النفس الأشهر سيجموند فرويد هو أول من وضع هذا المصطلح وشرحه تفصيلاً.

الأمر المؤكد أن الذى سيحسم الأمر هو حسن أداء إدارة ترامب لأزمة الكورونا كما يدافع عن نفسه، أو فشله الذريع فى إدارة هذه المسألة الحيوية. كما أن الحكم الوحيد القادر على حسم هذا الجدل المحتدم للغاية هو الرأى العام الأمريكى نفسه الذى يواجه ولأول مرة فى تاريخه الحديث حالة خطر على كافة الولايات المتحدة فى آن واحد.

يستطيع المواطن الأمريكى وحده أن يحكم على حسن أو سوء أداء ترامب وإدارته من خلال معايشته الفعلية لتوفر أو عدم توفر المعقمات والمستشفيات وأجهزة التنفس وتوفر الرعاية الصحية، وسرعة الاستجابة للتعويضات المالية للمتضررين.

الرأى العام الأمريكى فى نيويورك ونيوجيرسى وإلينوى، ولويزيانا، ولوس أنجلوس، أى فى المناطق الأكثر إصابة، قادر وحده على أن يصدر حكمه النهائى على ترامب سواء فى التعبير الفورى عن رأيه أو حينما يذهب إلى صناديق الانتخاب لاختيار رئيس جديد وتجديد مجلسى النواب والشيوخ واختيار 13 حاكماً جديداً انتهت فترتهم الوظيفية.

يعتمد ترامب على أمرين الآن:

1- استمرار تماسك وتحسن أداء سوق المال الأمريكى مقارنة بكافة الأسواق العالمية الأخرى التى فقدت الكثير من قيمتها السوقية عقب أزمة كورونا.

2- تقديم 2 تريليون دولار لدعم اجتماعى وقروض لأصحاب المشروعات والمهن الصغيرة والمتوسطة، ودعم الصناعات الكبرى مثل السياحة والنقل والطيران والترفيه.

رهان ترامب الأساسى الآن، بعد أزمة كورونا، هو أوضاع الناس المالية وليس أوضاع الناس الصحية، لذلك تجده يضغط بشدة مبالغ فيها لاستعادة دورة الحياة الطبيعية إلى الاقتصاد الأمريكى ونقل فورة الاهتمام الداخلى من معاناة الخوف من الفيروس والمعاناة النفسية للاحتجاز فى المنازل، إلى عودة الملايين إلى حالاتهم الطبيعية واندماجهم فى عوائد الانتعاش الاقتصادى.

كلما طالت فترة كورونا كان ترامب من ضحاياها، وكلما قصرت وتحسن الاقتصاد كان من الرابحين.

ذلك هو سبب عصبية ترامب أمس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس إدارة «كورونا» يهدد «ترامب» فيروس إدارة «كورونا» يهدد «ترامب»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon