بقلم : عماد الدين أديب
يخطئ من يعتقد أن التفاوض المباشر مع «الحوثيين» فى اليمن يمكن أن يؤدى إلى إحداث تسوية تاريخية ونهائية تؤدى للاستقرار والسلام فى اليمن.
«الحوثيون» قوة تابعة لقرار أكبر منها وليست قوة صانعة لقرار يعبر عن إرادتها ومصالحها الذاتية المطلقة.
الحوثيون «فرع لأصل»، أداة لقوى محركة، وكيل لصاحب امتياز حصرى إقليمى، مركزه الرئيسى فى طهران.
الحوثيون يختلفون عن أى قوة تابعة، لأن ارتباطهم بإيران ليس مجرد ارتباط الأصل بالفرع، لكنه ارتباط عقيدى، مذهبى، أمنى، عسكرى، مالى، سياسى، يصعب أو يستحيل الفكاك منه.
وتصريحات المتحدث باسم الحوثيين عقب لقائه بالخبير والسياسى المخضرم «روبرت مالى»، رئيس مركز إدارة الأزمات فى الولايات المتحدة، عن لقائهما الأخير فى صنعاء، قيل فيه إن الحوثيين على استعداد لإيقاف كل العمليات العسكرية وعمليات الصواريخ ضد السعودية، مقابل إيقاف قوى التحالف عملياتها العسكرية.
هذا التصريح يبدو -للوهلة الأولى- شيئاً مشجعاً للغاية، لكنه تصريح يأتى من غير صاحب صفة، وليس من مصدر يستطيع فرض إرادته.
قرار إيقاف أو تصعيد العمليات العسكرية الحوثية فى اليمن هو قرار إيرانى وليس قراراً يمنياً.
الحرب والسلام، الفشل أو النجاح، عند الحوثيين تشرف عليه جهتان: «الحرس الثورى الإيرانى، وحزب الله اللبنانى».
إيقاف الحرب فى اليمن يعتمد على رغبة وقدرة إيران الآن على الاستمرار فى تمويل دعم الحرب فى اليمن.
أمس الأول، قال وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية الدكتور «أنور قرقاش» فى تغريدة: «النصر الكامل صعب المنال، والسلام الكامل أيضاً صعب المنال».
إيران تستخدم الصراع فى اليمن كأداة صراع، والآن أداة مقايضة مع دول الخليج، والولايات المتحدة، من أجل رفع العقوبات الدولية وإعادة تأهيل قبولها فى المجتمع الدولى.
باختصار، لا حل حقيقياً فى اليمن، قبل أن يكون هناك حل وتسوية شاملة مع إيران، أو حرب مدمرة تجعلها تقبل المستحيل.