بقلم - عماد الدين أديب
ما هو أهم درس يمكن استخلاصه من الانتخابات المحلية التركية التي جرت مؤخراً؟
أهم درس ليس من فاز، أو من خسر، أو كيف جرت الانتخابات، ولكن أهم الدروس جاءت على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان.
ماذا قال الرجل؟
حينما جاءت نتيجة الانتخابات لتعلن فوز حزب الشعب المعارض بأهم 3 مدن انتخابية في المعركة، وهي أسطنبول وأزمير وأنقرة، أمام مرشحي حزب أردوغان وبفارق عملي يبلغ مجموعه مليون صوت انتخابي وبنسبة حضور بلغت 80 % ممن لهم حق الترشيح، فإن ذلك يعتبر «ضربة سياسية شبه قاضية» لمكانة الرئيس وحزبه الحاكم.
هذه الهزيمة التاريخية في الانتخابات المحلية هي الثانية في تاريخ البلاد المعاصر.
هنا قام أردوغان وصرح بالآتي:
1 الاعتراف بالهزيمة والنتائج النهائية كما جاءت على لسان لجنة الانتخابات.
2 لم يشكك الرجل في نتائج الانتخابات أو مسارها.
3 قال أردوغان، وهذا في رأيي هو الأهم، لقد ارتكبنا خطأ كبيراً في هذه الانتخابات ولا بد لنا أن ندرس بشفافية وصراحة أسباب خسارتنا ونسعى إلى أن نعالجها مهما كان الثمن.
اعترف الرجل بالخسارة والمسؤولية، وأكد على ضرورة إصلاح الأخطاء.
ويعرف الجميع أن محور هذه الانتخابات كان هو رفض معظم المواطنين للإجراءات الاقتصادية والمالية القاسية التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي التركي في تخفيض قيمة الليرة مقابل الدولار، بحيث انخفضت العملة الوطنية بشكل تاريخي، وارتفع معدل التضخم بشكل مخيف جعل تكاليف الحياة قاسية وصعبة على الفئات الفقيرة، وأثرت على شرائح الطبقة الوسطى النشطة والمؤثرة في المجتمع التركي.
ووصف البعض إصلاحات الحزب الحاكم هذه بأنها إجراءات قاسية تنتهي إلى الرأسمالية المتوحشة.
ليس عيباً أن نتخذ إجراءات قاسية ولكن العيب كل العيب أن نصر عليها ونستمر فيها ونعالج الخطأ بسلسلة من الأخطاء.