بقلم : عماد الدين أديب
هل نعرف الاختلاف دون السبّ والقذف والشتائم؟
هل يمكن أن أختلف معك جوهرياً فى أفكار ومبادئ دون أن أحطّ من قدْرك؟
هل يمكن أن أكون فى خندق سياسى وأن تكون أنت فى خندق مضاد دون أن نُطلق النار على بعضنا البعض فى عملية اغتيال معنوى؟
هل يمكن فى خلافاتنا أن نفصل بين «الشخص» و«الموضوع»؟
هل يمكن أن نتناقض فكرياً ولكن نظل نتعامل -حتى فى خلافاتنا- بقواعد إنسانية؟
هل يمكن لى أن أختلف مع مَن أؤمن به وأدعمه ويمكن لى فى حالة أخرى أن أتحدث عن خصمى السياسى بأدب؟
الدنيا اليوم، وعالم الهيستريا السياسية الذى نحياه شديد التدنّى فى قيم الحوار، ومنعدم تماماً فى آداب الاختلاف، ويُنذر بخطر محدق بمستقبل السياسة فى مصر.
وصلنا فى خلافاتنا إلى أن البعض يتمنى الفشل أو السقوط أو الموت أو الانهيار للآخر.
وصلنا إلى أن «الثأر» مع الآخر أهم مليار مرة من الوطن.
لا أحد يفكر ماذا سيحدث لشعب مصر الصبور إذا انهار كل شىء، وتفكك كل ما يحفظ الدولة.
إن ظاهرة «الحوَل السياسى» التى نعيشها مخيفة للغاية، لأننا لا نفرق بين الدولة والنظام والحاكم.
إن ذلك يذكرنى بنكتة قديمة سخيفة تقول: «واحد أحول خالته ماتت قام عيط على عمته».. عجبى!
نقلًا عن الوطن القاهرية