توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية: المواجهة الشجاعة للعقل الأمريكى!

  مصر اليوم -

السعودية المواجهة الشجاعة للعقل الأمريكى

بقلم: عماد الدين أديب

خيّب الله ظن قناة «الجزيرة» ومن يحركها، وثبت بالدليل القاطع براءة «الرياض» من مسألة التجسس على مالك موقع «أمازون» الشهير.

وكانت «الجزيرة» وحليفاتها وكل وسائلها تحاول، خلال الأيام القليلة الماضية، الترويج للادعاء بأن ولىّ العهد السعودى الذى تعرّف على «بيزوس»، مؤسس وكبير مساهمى موقع أمازون الشهير، فى رحلة عمل شهيرة، قد اخترق، من خلال رسالة «واتساب» من هاتفه الشخصى، هاتف «بيزوس».

وجاء الدليل الدامغ بعد ساعات من خلال هيئة التحقيق الأمريكية، وأثبت أن «صديقة» بيزوس السابقة هى المسئولة عن هذا العمل.

هذا الملف بعد اليمن، وموضوع خاشقجى، كان المفروض أن يكون جزءاً من مسلسل تشويه المملكة العربية السعودية، والاغتيال المعنوى لإنجازات ولىّ عهدها الأمير محمد بن سلمان.

وأعجبنى ثبات ولاء وزير الطاقة السعودى الأمير عبدالعزيز بن سلمان حينما حاول «صحفى درجة عاشرة» استفزازه فى موضوع «بيزوس» واتهام المملكة وولى عهدها وسأله: «هل أنا أحمق لطرح هذا السؤال؟»، فأجاب الأمير عبدالعزيز فى هدوء مذهل: «نعم، أنت أحمق»!

ومن لم يشاهد حوار الأمير خالد بن سلمان التليفزيونى الأخير سيكون قد فاته الكثير فى ملف الفهم الصحيح للتوجهات السعودية ومحور الاعتدال فى المنطقة.

استطاع هذا الأمير الشاب الذى يشغل منصب نائب وزير الدفاع السعودى أن يُحدث حالة من «الرد المقنع والردع الإعلامى» لكثير من الادعاءات المسكوت عنها لزمن طويل.

أوضح الأمير خالد الفارق الجوهرى بين النموذجين السعودى والإيرانى فى كيفية التعامل فى المنطقة، فقال إن إيران تصدر الثورة وتمارس أيديولوجيا توسعية بتدخلها المباشر أو عبر وكلائها فى المنطقة، بينما السعودية تسعى إلى التعاون واحترام سيادة الآخرين وتسعى إلى رفاهية وتحديث مجتمعها.

كان أفضل نموذج لهذه المقاربة هو الحالة اللبنانية.

الأمير الشاب (32 عاماً) الذى درس الطيران فى كلية الملك فيصل الجوية، وواصل تعليمه فى الولايات المتحدة ليحصل على شهادة كبار التنفيذيين وحصل من الجامعة الفرنسية على دراسات الحرب الإلكترونية استطاع أن يلم بما يؤهله للرد.

هنا أراد الأمير خالد بن سلمان أن يركز على لهجة جديدة فى التعامل الإعلامى مع العالم، وهى حالة الانتقال من «الخجل والاعتذار» إلى «المصارحة والمواجهة بالأدلة والحقائق والمنطق الذى يتفق مع العقلية الأنجلوساكسونية».

مخاطبة العقل الجمعى الأمريكى الأوروبى تحتاج إلى فهم هذه العقلية وقانون الفعل ورد الفعل الذى يحكم تفكيرها، والعناصر الحاكمة لمصالحها.

ذلك كله فهمه وهضمه بسرعة مذهلة الأمير خالد بن سلمان الذى درس الطيران فى كلية الملك فيصل، ثم التحق بهارفارد وفرنسا وجامعة جورج تاون بواشنطن وساعد على ذلك أنه يأتى من بيت كله خبرات عظيمة.. والده «ملك»، شقيقه «ولى عهد»، إخوته: وزير طاقة، رائد فضاء، أمير المدينة، مستشار ورجل أعمال.

ومن خلال عمله كسفير لخادم الحرمين فى واشنطن فى زمن صعب ومتحول ودقيق فهم الأمير الشاب بعضاً من قواعد التعامل مع الإدارة الأمريكية والمؤسسات المختلفة من الرئيس إلى مجلس الأمن القومى، إلى الخارجية، إلى وكالة الاستخبارات إلى وزارة الدفاع واستخباراتها والشركات الكبرى ذات المصالح المرتبطة بها.

فهم التجربة الأمريكية يوضح، كما يقول الأمير خالد بن سلمان الذى يُعتبر من أعمق من فهم التجربة الأمريكية، أن «واشنطن هى مدينة مفتوحة تماماً للتأثير فيها، ولكن نجاحك أو فشلك يعتمد على الفهم العميق لقواعد اللعبة وكيفية إدارتك لها».

واشنطن لم تكن أبداً، ولن تكون حتى قيام الساعة، عاصمة موالية تماماً لطرف ما فى السياسة الخارجية، سوف تظل حتى قيام الساعة «ساحة نزال وتأثير مفتوحة للأخذ والرد، للشد والجذب، للفعل ورد الفعل، بين أصحاب المصالح المتصارعة».

إدارة اللعبة، ومخاطبة العقل الأمريكى هى «كلمة السر التى تساوى مليون دولار» على حد وصف «والتر ليلاند كرونكايت» عميد مقدمى الأخبار الأمريكيين.

ونحن الآن نعيش فى زمن بدء النجاح فى مخاطبة العقل الأمريكى باللغة والطريقة والأداء الذى يؤثر فيه بشكل صحيح.

العقل الأمريكى يريد المصارحة، المكاشفة، الكلمات المعبرة، الشجاعة، الأدلة، الحجج، الاعتراف بالحقائق، عدم الخجل من الاعتذار أو تصويب الخطأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية المواجهة الشجاعة للعقل الأمريكى السعودية المواجهة الشجاعة للعقل الأمريكى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon