توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرهائن.. «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»

  مصر اليوم -

الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»

بقلم - عماد الدين أديب

يخطئ من يعتقد أن أي صفقة لتبادل الرهائن سوف تنهي مشروع الحرب الوحشية، التي يخوضها نتانياهو.

الرهائن «جزء» من «كل»، عنصر مساعد، لكن هذا الملف ليس الهدف الأكبر أو المرضي لغرور الجيش الإسرائيلي المجروح في كبريائه وقدراته، منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.

في ثقافة المجتمع الإسرائيلي فإن جيش الشعب هو «فخر الدولة العبرية»، وهو الحارس والحامي للمشروع الصهيوني من عدوان وشرور منطقة وجيران لديهم رغبة وحشية في إلقاء إسرائيل في البحر.

هذا يعني أن الجيش هو بهذا المفهوم الجبار الصلب الحامي من تكرار «المظلومية التاريخية للشعب اليهودي على مر القرون».

من هنا كانت ضربة يوم 7 أكتوبر هي اختراق مؤلم، وزلزال «لنظرية الأمن الإسرائيلي، الذي لا يخترق، وصدمة للرأي العام في جيشه الذي لا ينهزم»، لذلك كله فإن المشروع الإسرائيلي في غزة هو «مشروع الحد الأقصى من الجنون»، أي يقوم على جعل الحياة مستحيلة تماماً لسكان غزة بأكبر قدر من الخسائر دون مراعاة لأي قواعد اشتباك وضرب مستهتر لكل القيم الإنسانية، التي نص عليها القانون الدولي.

وأتجرأ وأقول: إن السلوك الإجرامي الانتقامي الوحشي يعلو على أي شيء حتى لو كان سلامة الرهائن، وبالتالي إطلاق جزء من الرهائن مقابل ساعات من التهدئة، وبضعة أطنان من المساعدات والوقود لا يعني أبداً إيقاف إطلاق النار، لا نهاية صريحة للعمليات العسكرية الوحشية.

الأهم أن إطلاق الرهائن جزء منهم أو أغلبيتهم أو حتى جميعهم (وهذا صعب الآن) لن يوقف سعي إسرائيل لإعادة تدوير مشروع التهجير القسري لسكان غزة إلى داخل نطاق غزة.

إسرائيل لن تحل مشكلة فلسطينية بثمن إسرائيلي، ولكن بثمن عربي وتمويل دولي !

هذا الجنون المتوحش الإسرائيلي هو «الناتج النهائي» لثلاثة عوامل تداخلت، وامتزجت ببعضها، لتعزز لنا ذلك الجنون الهستيري.

الأول: الشعور بالرغبة للانتقام والثأر لجرح كرامة وكبرياء «جيش الدفاع الذي لا يقهر»، وبالتالي أصبح ذلك اتهاماً صريحاً بالتقصير الشديد، الذي لا يغفر على جنرالات الجيش والمؤسسات الأمنية، والتحالف اليميني، الذي يقوده نتانياهو.

الثاني: الفرصة التاريخية التي أتاحها يوم 7 أكتوبر لتحريك المشروع التوراتي للحكومة اليمينية ستعيد سياسة «الترانسفير» العنصرية للعرب، بهدف نقاء الدولة من العرب، وبقاء الجنس اليهودي وحده.

الثالث: التخلص من الكتل الديموغرافية داخل الحزام الأخضر (سكان ما قبل 1948) والضفة والقطاع، عبر سياسة التطهير العرقي في زمن حرب عدوانية يتم الادعاء بأنها حرب مشروعة، تدافع فيها إسرائيل ضد الإرهاب الفلسطيني !

إن الحديث هو مجرد فترة إعلانية إعلامية لالتقاط الأنفاس، بعدها يستمر تنفيذ مشروع المجازر بهدف الترحيل، ثم يخرج علينا نتانياهو بابتسامته الغبية الشريرة ويقول للعالم:

«سيداتي سادتي فاصل ونواصل»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم» الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon