الثأر الشخصى عند «أردوغان» ضد مصر والسعودية والإمارات لا نهائى، مرضى، مجنون، شرير إلى أقصى حد!
وبدلاً من أن ينتبه الرئيس التركى لتداعيات فشل معالجة «كورونا» فى بلاده، وجنوده القتلى فى العراق، وإخفاقه فى إدلب، وتدهور وضع أنصاره فى ليبيا، وانخفاض قيمة الليرة التركية، يقرر محاولة النيل من ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان!
دون أن نتجنى على الرجل تعالوا نرجع إلى الوقائع الثابتة لأحداث يوم الأربعاء أمس الأول الموافق 25 مارس 2020:
ماذا كان يحدث فى ذلك اليوم؟
فى ذلك اليوم أعلنت السعودية أنها بوصفها رئيسة هذه الدورة لدول قمة العشرين سوف تعقد بعد 24 ساعة قمة افتراضية عالمية طارئة موسعة تضم أعضاء القمة وآخرين؛ من أجل بحث إمكانية التعاون الدولى لمواجهة «كورونا»، وهذا هو أول وأكبر تجمع حول هذا الموضوع.
فى ذلك اليوم أيضاً أعلنت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، أجرى اتصالاً هاتفياً مهماً مع ولى العهد السعودى من أجل قيام «الرياض» بدور نشط وإيجابى فى إحداث التوازن فى أسعار النفط العالمى ومستقبل مستويات إنتاجه.
إذاً فى يوم واحد تصبح «الرياض» مركز الثقل فى أهم حدث فى العالم، وهو ملف «كورونا»، وتصبح -فى الوقت ذاته- مركز التأثير الأهم فى أهم قرار اقتصادى، وهو أسعار النفط.
ويبدو أن أكثر ما يزعج «أردوغان» هو أن تلعب «الرياض» دوراً مركزياً، أو أن تنجح الإمارات فى صفقة عالمية، أو أن يعترف صندوق النقد الدولى بنجاح مصر فى إصلاحاتها الاقتصادية.
فى ذاك الوقت، وفى توقيت لا يمكن وصفه بالمصادفة الزمنية، أصدر المدعى العام التركى، فى اليوم نفسه، أى الأربعاء 25 مارس 2020، لائحة اتهام ضد 20 سعودياً مشتبهاً بهم فى قتل «خاشقجى»، وذكر البيان أن ذلك يمهد لبدء محاكمة فى حق هؤلاء لم يتم تحديد موعدها.
وغنى عن البيان أن جريمة «خاشقجى» كانت قد تمت يوم 2 أكتوبر 2018، أى منذ 15 شهراً، إلا أن «أنقرة» لم تقرر إذاعة هذا البيان إلا يوم الأربعاء 25 مارس 2020!!
وبالطبع كان هذا الخبر هو الأول على كافة قنوات الجزيرة والأدوات الإعلامية التابعة لتمويلها عالمياً، وكان أيضاً محل اهتمام شركات التسويق السياسى التى تعاقدت معها «الدوحة»، كى تركز عليه بحيث يحتل صدارة إعلامية ويؤثر سلباً على القمة الافتراضية فى «الرياض».
نص قائمة الاتهام يشير إلى أن سلطة أعلى فى «الرياض» قامت بالتحريض على عملية القتل، ولكن «أردوغان» نفسه لم يدخر جهداً، أكثر من 8 مرات على الأقل يلمح إلى أن عملية الاغتيال ما كان لها أن تتم دون تعليمات عليا من قوى أكبر من القائمين عليها.
يرفض «أردوغان» 3 أمور:
1- عدم الإضرار بالعهد الحالى الذى يحكم السعودية.
2- رفض نظرية أن الاغتيال تم عن طريق جريمة غير مبيت لها جاءت نتيجة سوء إدارة لا يغتفر فى الحوار والتفاوض الذى تم مع «خاشقجى».
3- رفض كافة إجراءات التحقيق، والمحاكمة الأولية والأحكام الابتدائية التى قامت بها سلطة التحقيق السعودية.
يرفض «أردوغان» توفير أى بيانات متوافرة لدى بلاده فى ملف «خاشقجى»، وذلك يتضح من إحجام المدعى العام التركى عن الرد على نظيره السعودى بإرسال أى معلومات تركية خاصة بالجريمة.
ويصر «أردوغان» على اعتبار «أنقرة»، وليس «الرياض»، هى جهة الاختصاص فى تحريك الاتهام وإقامة الدعوى ومحاكمة المتهمين!
يرفض «أردوغان» الاعتراف بالحقائق التالية التى لا يمكن إنكارها أو دحضها:
1- أن القتيل سعودى الجنسية.
2- أن المتهمين سعوديو الجنسية.
3- أن الجريمة وقعت داخل القنصلية السعودية -بإسطنبول- لكنها حسب كافة الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية تعتبر أراضى سعودية.
ماذا يريد «أردوغان» بالضبط؟
أمام الرجل احتمالان أمام عملية الابتزاز الكبرى التى يستخدم فيها ملف «خاشقجى» ضد «الرياض».
الأول: أن تشترى «الرياض» راحتها بالمال السياسى وتستجيب لدعم اقتصاد تركيا المأزوم بما لا يقل عن 50 مليار دولار أمريكى كدفعة أولى!
الاحتمال الثانى: إذا رفضت السعودية الابتزاز، وهذا هو موقفها الثابت الذى يعتمده الملك سلمان والأمير محمد، خاصة أنهما شخصياً آخر من يقبل مبدأ «التهديد الرخيص والابتزاز السياسى»، مهما كان الثمن، ومهما كانت الفاتورة، فإن «أردوغان» سوف يكون قد حقق أحلام حلفائه فى قطر بالإساءة الكاملة للرياض ولولى العهد السعودى.
باختصار يستغل «أردوغان» ملف «خاشقجى» كى يقبض ثمنه، إما أن يسكت عن «الرياض»، أو يستمر فى التشويه لخدمة قطر!
«أردوغان»، يلعب السياسة من مفهوم «إدارة الابتزاز»، بمعنى تحقيق المصلحة الخاصة والوطنية من خلال ابتزاز الآخر، وليس من خلال التنافس أو التعاون أو المشاركة، ولكن من خلال الضغط غير الأخلاقى من أجل الحصول على ثمن غير مستحق ومكاسب غير مشروعة.
يبتز «أردوغان» الاتحاد الأوروبى بالمهاجرين، ويبتز اليونان وقبرص بالقرصنة البحرية للحصول على حصة غاز، ويبتز مصر بليبيا والسودان «سابقاً» والإخوان، ويبتز ألمانيا بالعمالة التركية هناك، ويبتز «واشنطن» بصواريخ «إس 400»، ويبتز «موسكو» بنظام «باتريوت»!
دون تجنٍ، الرجل «سايكو»، أى مريض نفسى فى حالة متدهورة، يحمل بداخل نفسه أحقاداً، وثارات شخصية ضد ثلاثة رجال هم الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشيخ محمد بن زايد، والأمير محمد بن سلمان.
إنهم -عفواً- الكوابيس الثلاثة التى تقلق مضجعه كل ليلة، ويحولون مشروعه المستحيل، «تركيا الكبرى» وإعادة «الخلافة العثمانية القوية» إلى الحياة، إلى فشل تلو الآخر.
مرة أخرى نقول: فيروس «كورونا» له حل صيدلانى سوف يكتشفه العلماء، أما فيروس «أردوغان» فعلاجه الهزيمة الكاملة له ولمشروعاته الشريرة!
الأمر الغائب عن عقلية «أردوغان» المريضة أن كلاً من «الرئيس السيسى، الشيخ محمد بن زايد، الأمير محمد بن سلمان»، بسبب تركيبة شخصياتهم القيادية وبصفاتهم الإنسانية، على استعداد للذهاب إلى آخر العالم مهما كانت التكاليف، لكنهم -أبداً- ليسوا من تلك الشخصيات التى تقبل أى نوع من أنواع الابتزاز الشخصى أو الوطنى.