بقلم - عماد الدين أديب
يسألون ليل نهار: ماذا سيحدث في صبيحة اليوم التالي لانسحاب إسرائيل من غزة؟
والسؤال الأهم والأولى بالطرح هل ستنسحب إسرائيل؟
إذا انسحبت بالقوات والعتاد فهل ستنسحب كلياً أم ستقيم منطقة عازلة تفصل شمالي وجنوبي غزة؟
وهل إذا خرجت كل القوات هل سيخرج النفوذ والسيطرة الأمنية والتحكم الاقتصادي والمعيشي الكامل؟
«غزة» المتحررة، المستقلة، التي لا يوجد على ترابها جندي احتلال، ولا يتم التحكم في قوت يومها، ومياه شربها، ومعابرها وطرقها، وكهربائها، ومصايدها البحرية، ونظامها المصرفي، ومواردها من الضرائب والتي يحق لها أن تدار شؤونها بأيدي أبنائها بعيدة تماماً الآن عن تحقيق هذا الحلم.
مبادرة الرئيس جو بايدن تفترض – ضمنياً - 4 عناصر أساسية:
1. أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل «يرغب» في تسوية سياسية.
2. أن الائتلاف الحاكم «قادر» على الالتزام بتنفيذ هذه المبادرة.
3. تفترض هذه المبادرة أن الائتلاف الحاكم سوف «يلتزم» و«يحترم» هذه المبادرة من دون «ألاعيب» ومراوغات و«مماطلة» و«تأجيل».
4. تفترض هذه المبادرة أن العالم (العرب – الشرق الأوسط – القوى الدولية) سوف يشارك بالتأكيد في الدعم والمساعدات وإعادة الأعمار من دون أن نرى مساراً حقيقياً من الجانب الإسرائيلي لتحقيق تسوية.
أقصى ما يمكن أن نطمح إليه هدنة يترافق معها تبادل رهائن وتحسن ضعيف في وضع المساعدات الإنسانية ولكن حل الدولتين ما زال بعيداً بعيداً بعيداً.
مبادرة بايدن تحرك يائس ببرنامج عملي شبه تفصيلي بمراحل التحرك نحو حل يتم به ملء فراغ المسرح السياسي في زمن الانتخابات الرئاسية الأمريكية من الآن وحتى نوفمبر.
هذه المبادرة عمرها الافتراضي 160 يوماً حتى حسم اسم الرئيس المقبل وبعدها يصبح لكل حادث حديث.