توقيت القاهرة المحلي 14:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طلبة المدارس يحكمون المستقبل

  مصر اليوم -

طلبة المدارس يحكمون المستقبل

بقلم : عماد الدين أديب

أرجو أن يتنبه كل من يدير السياسة فى عالمنا العربى لحقيقة التركيب السكانى وقياس درجة الوعى والثقافة الوطنية للأجيال المقبلة.

أكثر من 63٪ من سكان العالم العربى تحت 30 سنة، وأكثر من 40٪ تحت سن الـ 16 سنة.

هؤلاء يعاصرون عالماً مختلفاً عن ذلك الذى عايشه الآباء والأمهات والأجداد والجدات.

هؤلاء جيل امتزاج ثورة الاتصالات بالإعلام الحديث بالحدود المفتوحة، فى عالم الخبر اللحظى فى ظل ثقافة الإنسان العالمى الذى يتأثر بثقافة الأقوى الخارجى وليس الأضعف فى الداخل!

هذا الجيل يعيش فى عالم مأزوم اقتصادياً، منفتح إعلامياً، مرتبك فكرياً، متقلب نفسياً، متطرف دينياً، تهاجمه بقوة أفكار شعبوية غائبة مع عودة لفلسفات العنصرية والتميز.

هذا عصر الاحتجاجات الاجتماعية من (أوكرانيا إلى روسيا) ومن هونج كونج إلى باريس، ومن تونس إلى الجزائر، ومن الخرطوم إلى بيروت.

هذا هو جيل العرب الذى فقد الثقة فى الكثير من نخبته السياسية وخرج يطالب بإسقاط أنظمته وفقد الثقة فى قدرة حكوماته على تأمين مستقبل مشرق له.

حينما تعجز «الدولة» عن أن تكون دولة الرعاية من ناحية ودولة العدل والإنصاف من ناحية أخرى تفقد مصداقيتها عند ملايين الشباب.

ومن يتابع بدقة المكون الديموغرافى للمتظاهرين فى عالمنا العربى مؤخراً سوف يلاحظ الارتفاع المطرد لوجود المرحلة السنية من 13 إلى 18 سنة، أى إننا نتحدث عن تلامذة المدارس الإعدادية والثانوية أو من هم مقيدون فى الأعوام الأولى من الجامعة على أقصى تقدير.

والمظاهرات التى اجتاحت بيروت وصيدا وطرابلس خلال الـ 48 ساعة الماضية من طلاب المدارس تحمل رسائل صريحة واضحة تقول:

1- نحن أصحاب المستقبل القريب لذلك نطالب بتأمين مجتمع يضمن سوق عمل مقبول.

2- لا يمكن أن يتغرب أهلنا فى دول الاغتراب (الخليج - أفريقيا) من أجل تأمين مصروفات تعليمنا ويبعدون عنا فى أدق مراحل حياتنا ثم نخرج إلى سوق عمل طارد لا وظيفة فيه.

3- لا نريد بعد أن حُرمنا من أهلنا ونحن تلاميذ أن نهاجر إلى الخارج بعد التخرج طلباً للرزق فنحرم مرة أخرى من أهلنا وهم فى سن التقاعد!

4- التعليم لدينا متخلف ولا علاقة له بالتطور العلمى الحالى ولا بمتطلبات قانون العالم المتقدم.

نحن أمام عالم جديد، بقواعد متسارعة، فوق قدرة العقول التقليدية الجامدة الفاقدة لقوانين المستقبل المذهل الذى تجاوز مدارس التفكير الماضوية التى عفا عنها الزمن!

باختصار.. أصحاب المصالح فى مجتمع ما بعد 7 أو 10 سنوات بدأوا من الأمس فى تحديد شروطهم ورسم صورة عن مستقبلهم من الآن.

لذلك نقول للحكام: أنتم لا تتعاملون مع جيل ما قبل الأمس أو الأمس، ولكن أنتم أيضاً تتعاملون مع الجيل الأصعب والأكثر شجاعة.. إنه جيل الغد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلبة المدارس يحكمون المستقبل طلبة المدارس يحكمون المستقبل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon