توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«غزوة طرابلس».. نهاية حلم أردوغان!

  مصر اليوم -

«غزوة طرابلس» نهاية حلم أردوغان

بقلم : عماد الدين أديب

«غزوة طرابلس» التى يعد لها رجب طيب أردوغان ستكون بمثابة المستنقع الذى «سيغرز» فيه عسكرياً وأمنياً، وأول حفرة فى قبره السياسى!

الحماقة السياسية، وكبر النفس، والتطاوس على دول المنطقة، وحلم صناعة إمبراطورية عثمانية جديدة.. أفقدت الرئيس التركى رجاحة تفكيره السياسى، واستحوذت على قراراته العصبية المرتبكة.

يعيش الرجل فى حالة من الخلل فى الإدراك، بناء على واقع افتراضى صنعه بنفسه لنفسه لا علاقة له بحقائق الأمور ولا واقع الحال.

آخر الضلالات التى يعيشها الرجل ما صدر عن الرئيس التونسى الذى يؤكد أن زيارة أردوغان لم تؤدِّ إلى صناعة تحالف، وقال بالحرف: «نحن لم ولن ندخل فى تحالفات أو محاور فى المنطقة».

جاء ذلك بعدما سرّب أردوغان أن هناك حلفاً من تركيا وقطر وتونس والجزائر للدفاع عما سماه «الشرعية فى ليبيا».

المذهل أن الرجل كلما تحدّث عن نواياه فى إرسال سلاح وقوات إلى طرابلس تبجّح بالآتى:

1 - أن الطلب جاء من السلطة الشرعية، أى «حكومة السرّاج».

2 - وحيث إن فخامته هو المدافع الأول عن الشرعية على ظهر كوكب الأرض فإنه سوف يرسل قواته بعدما يحصل على موافقة البرلمان التركى فى العاشر من يناير المقبل.

المذهل، الذى يعرفه ويتجاهله تماماً الرئيس أردوغان، أن سلطة حكومة السراج من وجهة النظر التشريعية، والقانونية، والقانون الدولى، فاقدة للشرعية!

حكومة السراج منذ أن تأسست خالفت الدستور الليبى، واتفاق الصخيرات، ولم تحصل، حتى كتابة هذه السطور، على أى موافقة (وأكرر أى موافقة) فى أى جلسة للبرلمان الليبى عليها.

المذهل أكثر أن هذه الحكومة تمارس عملها دون أن يقسم رئيسها ووزراؤها اليمين القانونية حسب نص الدستور.

وهذه الحكومة مزعومة الشرعية انتهت صلاحيتها حسب اتفاق الصخيرات يوم 17 ديسمبر من الشهر الحالى!

إذن، أى شرعية يتحدث عنها أردوغان؟!

هذا من ناحية الشرعية، أما من ناحية الأمر الواقع فهذه جماعة مسيطرة فقط على معظم العاصمة وأطراف بعض المدن، ليس لديها جيش وطنى نظامى، ولكن لديها ائتلاف خمس ميليشيات مع مرتزقة روس وبعض القتلة المأجورين من أفريقيا السوداء وكتيبة من المجرمين الليبيين السابقين الهاربين من سجون القذافى.

هذه هى السلطة التى يسعى فخامته للدفاع عنها.

نأتى إلى الواقع الحقيقى، وليس الخيال الافتراضى، الذى سوف تواجهه قوات أردوغان الذين سيدفع بهم إلى التهلكة!

سوف يرسلهم أردوغان وهو لا يعرف حقائق الأمور.

ليبيا دولة مترامية الأطراف، هى الرابعة من ناحية المساحة أفريقياً، ورقم 17 فى المساحة عالمياً، تعداد سكانها قرابة 7 ملايين يتشرذمون شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

أما مدينة طرابلس فهى مدينة ساحلية على مرتفع صخرى يبلغ تعداد سكانها مليون نسمة، هناك صعوبة شديدة فى مداخلها البرية لمن يريد دخولها من الأطراف، وبها مطار واحد قابل للعمل هو «معيتيقة».

من الناحية اللوجيستية سوف يحتاج أردوغان 12 كتيبة قتال -على الأقل- للسيطرة على مدينة طرابلس مزودين بعتاد يبدأ من المجنزرات براً وينتهى بزوارق صواريخ وفرقاطات بحراً مع حماية جوية دائمة.

بدخول قوات أردوغان -إذا ما وصلت- لطرابلس، يكون قد دقّ جرس الإنذار الأحمر، وأصبح فعلياً مصدر تهديد للأمن القومى لكل من:

1 - مصر.

2 - قبرص.

3 - اليونان.

4 - إسرائيل.

5 - سوريا.

6 - فرنسا.

7 - إيطاليا.

مبعث التهديد هو أن تلاعب أردوغان فى الحدود البحرية لبلاده وبدء ترسيمها على هواه بحيث تبدأ من طرابلس هو اعتداء على الاتفاقات الدولية التى أُقرّت بين مصر واليونان وقبرص، وبين هذه الدول وإسرائيل، وأخيراً اتفاق تحديد الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذى أُقر فى عام 2018.

هذا العبث بحقوق هذه الدول، وهذا التهديد لمصدر الثروات لديها، المتمثل فى خزان الغاز العملاق فى البحر المتوسط، يستحق أن تقاتل من أجله هذه الدول وأن تجيش له جيوش المنطقة وقواتها البحرية.

هكذا أردوغان يدخل هذه المعركة المغامرة وعملته المحلية متدهورة، والعقوبات مفروضة عليه وعلى اقتصاده، وخلافاته مع جيرانه وحلف الأطلنطى والاتحاد الأوروبى لم تتوقف، وقواته منتشرة فى كل من سوريا والعراق والصومال وجيبوتى وقطر، وفى المدن التركية الكردية، وفى المدن الكبرى لحماية المنطقة المركزية، خوفاً من انقلاب عسكرى جديد.

إنها الحماقة السياسية، إنها مغامرة غير محسوبة، إنه الهروب من الداخل إلى أوهام الانتصارات فى الخارج.

تذكّروا كلامى هذا، ونحن نغلق صفحات هذا العام، إنه فى العاشر من يناير 2020 حينما يصوت البرلمان التركى على إرسال قوات إلى ليبيا سيكون بذلك قد كتب شهادة وفاة رجب طيب أردوغان، طال الزمان أو قصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غزوة طرابلس» نهاية حلم أردوغان «غزوة طرابلس» نهاية حلم أردوغان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon