توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغباء السياسى فى مجزرة مسجد الروضة!

  مصر اليوم -

الغباء السياسى فى مجزرة مسجد الروضة

بقلم : عماد الدين أديب

هل انتصرت قوى الإرهاب علينا فى مجزرة مسجد الروضة فى سيناء؟

أسأل السؤال بطريقة أخرى: هل حقق التنظيم الإرهابى الذى قام بالجريمة انتصاراً على الحكم والدولة فى مصر؟

الإجابة قصيرة النظر وغير المتعمقة تقول نعم، لأنهم «هزّوا الاستقرار»، و«زعزعوا الأمن»، و«كبّدوا البلاد والعباد أعلى معدل من الخسائر البشرية فى سجل العمليات الإرهابية».

النظرة المتفحصة البعيدة تقول لنا إجابة معاكسة تماماً، وتؤكد أن الإرهاب التكفيرى بهذه العملية الإجرامية قد ارتكب خطأ استراتيجياً قد أَلصقَ به وبكل تيارات الإسلام السياسى الحركى حقيقةً ثابتةً هى «أنهم بالفعل يمارسون الإرهاب».

كانت هذه التنظيمات تحاول تسويق نفسها أمام العالم على أنها «تنظيمات معارضة مسلحة لجأت إلى ممارسة العنف كردّ فعل للعنف والاستبداد الذى يمارسه النظام القمعى الحاكم»، على حد وصفهم.

وكانت هذه التنظيمات تؤكد ليلَ نهار، فى بياناتها ومواقعها وعلى لسان متحدثيها، أنها تقصر ممارسة هذا العنف على قوات الجيش والشرطة التى تعتبرها أدوات «القمع السلطوى» فى مصر، لذلك -ووفق هذا المفهوم- «حُقّ إعلان الجهاد عليهم وقتلهم».

الذى حدث فى مسجد الروضة هو قتل صريح وواضح من مسلحين مجرمين ضد مدنيين عزل غير مقاتلين وغير مسلحين، وبهذه الجريمة، تكون صفة الإرهاب -مهما كانت المبررات- قد التصقت بهذا التنظيم وكل تنظيمات «الإسلام السياسى» الذى يحاول تسويق نفسه عالمياً على أنه تنظيم سياسى سلمى ينبذ العنف، ولا يحارب مدنيين، ولا يضر بأهداف مدنية.

من منظور «الخطأ الاستراتيجى» وأخطاء الغباء السياسى، فإن هذه السقطة الإجرامية ستكون نقطة تحوّل رئيسية فى تصنيف تيارات الإسلام السياسى فى مصر على النحو التالى:

1- تضع هذه الجماعات -بما لا يدع مجالاً للشك- فى تصنيف الإرهاب.

2- يتضح من مواقف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبى وبياناتهم ومحادثاتهم الهاتفية الأخيرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى للتعزية فى الحادث، أنهم -هذه المرة- يقفون ضد هذه التيارات بلا خجل أو مواربة.

3- أن هذه العملية الإجرامية أدت إلى اشمئزاز الرأى العام المصرى من هذه الجماعات وتعاطفه الكامل مع الحكم.

4- قبول الرأى العام فى مصر عقب هذه المجزرة أى إجراءات مهما كانت متشددة ضد هذه الجماعات، إلى الحد الذى طالب فيه البعض بإعدامهم دون محاكمة!

المجزرة جريمة أخلاقية، وخطأ استراتيجى، ونقطة تحوّل ضد تيارات الإسلام السياسى، وفتحت الباب أمام الحكم على مصراعَيه للرد بأى قوة مهما كانت مفرطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغباء السياسى فى مجزرة مسجد الروضة الغباء السياسى فى مجزرة مسجد الروضة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon