بقلم : عماد الدين أديب
حجم التحالفات والانقسامات والعداوات فى سوريا مذهل.
وحجم أشكال الصراعات من كل نوع وحجم وطبيعة مخيف.
فى سوريا الآن صراع روسى- أمريكى، وسعودى- إيرانى، وتركى- كردى، وتركى- سورى، وتركى- إيرانى، وأمريكى- إيرانى، وأوروبى- روسى، وقطرى- سعودى، وإماراتى- قطرى، وروسى- شيشانى.
أما على مستوى شكل الصراعات فنحن نواجه «كل» أنواع الصراعات القديمة تاريخياً والمستحدثة: فهناك صراع سنى- شيعى، وعلمانى- دينى، وقاعدة وداعش، وسلفى وتكفيرى، وجهادى ومعتدل، وحكومى ومعارض، ومعارض ضد معارض، وعلوى ضد سنى، وتكفيرى ضد علوى، وتكفيرى ضد كردى، وساحلى ضد جنوبى، وعسكرى رسمى ضد عسكرى منشق، وميليشياوى حكومى ضد ميليشياوى معارض، ومن حزب الله ضد التكفيرى السنى.
والتحالفات مركبة ومعقدة.. بالرغم من الإشكاليات بين روسيا وإيران وتركيا، إلا أنهم فى تحالف، ورغم تباين الرؤى بين الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية والإمارات والأردن، إلا أنهم فى تحالف.
وفى لبنان تصبح الحرب السورية مسألة شديدة التأثير محلياً، والرئيس المارونى الذى يتميز بعلاقة جيدة مع رئيس الحكومة يدعم سوريا وإيران، رغم أن رئيس حكومته يدعم السعودية والولايات المتحدة.
ويعيش مسيحيو لبنان فى صراع بين قبول الرئيس السورى الذى يحارب الإرهاب التكفيرى، والذى لديه تاريخ مؤلم من العداء لهم ومن دعم خصومهم من الشيعة فى الجنوب والتطرف السنى فى الشمال.
إنها أكبر شبكة تعقيدات سياسية رأسية وأفقية، محلية وإقليمية، دولية وكونية، طائفية وعرقية، ومذهبية ومناطقية فى التاريخ.
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع