توقيت القاهرة المحلي 10:38:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متـى تسقط الدول؟

  مصر اليوم -

متـى تسقط الدول

بقلم: عماد الدين أديب

سؤال طُرح من عصور فلاسفة أثينا ومجلس شيوخ روما القديمة، ومستشارى أمراء المؤمنين فى الدولتين الأموية والعباسية، وفى بلاط آل عثمان فى تركيا، وفى زمن الحروب الصليبية فى أوروبا، وفى أفكار الكتّاب فى عصور النهضة، وفى فلسفات التنوير فى زمن الثورة الفرنسية وما بعدها.

إجابات كثيرة ومعقدة ومتعددة تملأ مجلدات ومجلدات، لكن الإجابة البسيطة العميقة تقول:

«تسقط الدولة حينما تعجز عن:

1 - توفير الأمن.

2 - توفير لقمة العيش.

3 - توفير مزيج من الهيبة والأمل».

هذه الشروط غير متوفرة الآن فى أكثر من دولة عربية بدرجات متفاوتة من اليمن إلى تركيا، ومن العراق إلى لبنان.

فى هذه الدول تصبح ربطة الخبز مشكلة، وتوفير الأمن الشخصى للمواطنين أزمة، وبعض الناس يتجرأون على الدولة ولا أمل لديهم أو ثقة فى النظام.

المواطن العربى يبحث عن لقمة عيش آمنة، مجتمع أمان له ولأسرته، أمل يجعل لديه قوة دفع للاطمئنان على مستقبل أولاده من بعده.

كارثة كبرى أن تعيش بألم الماضى ومعاناة اليوم واليأس من الغد فى آن واحد.

كارثة كبرى أن يكون الأمس واليوم والغد وصفة سحرية قاتلة مضادة للسعادة، قاتلة للأحلام، مدمرة لأى بصيص من الأمل!

من بيروت إلى بغداد، ومن صنعاء إلى طرابلس، لا أحد يعرف بالضبط مستقبل سعر العملة الوطنية مقابل الدولار، ولا أحد يعرف أى حكومة سوف تحكمه غداً، ولا يعرف النازح أو اللاجئ منهم متى سيعود إلى بيته، ولا يعرف أى منهم إذا كانت المصارف الوطنية سوف تعيد له ودائعه أم لا، ولا يعرف إذا كان التيار الكهربائى سيكون مؤمَّناً، أو أن دواء والدته سيكون متوفراً، أو طحين المخابز سيكون حاضراً.

تسقط الدولة حينما يصبح كل شىء محتملاً ولا شىء مؤكداً سوى اليأس والكذب!

فى عالمنا العربى نحن أمام خمسة مشروعات لسقوط الدولة: فى العراق ولبنان واليمن وتركيا والصومال.

فى عالمنا العربى نحن أمام دولة لم تُعلَن وهناك مؤامرة ألا تقوم فى فلسطين.

فى عالمنا العربى هناك إشكاليات داخل مؤسسات النظام فى الأردن والسودان وتونس والجزائر.

فى عالمنا العربى البرلمان، سلطة التشريع، هو مصدر الارتباك، كما هو حادث فى الأردن والكويت ولبنان وتونس.

التداول السلمى للسلطة لا يعنى الفوضى أو الارتباك المؤدى إلى تآكل السلطة.

لا بد أن يكون لكل دولة نظام، ولكل نظام سلطة، ولكل سلطة شرعية ومشروعية.

تسقط السلطة، يسقط النظام، فتتداعى الدولة وتترنح وتصبح مشروع دولة فاشلة.

الحاكم، أى حاكم، مثل رب الأسرة، حينما يعجز عن توفير لقمة العيش لأطفاله وتأمينهم من الخوف والبرد والكوارث الطبيعية والمجرمين، يفقد هيبته ويتبخر دوره، فتضيع سلطته الأبوية.

ويرى العلامة ابن خلدون فى كتابة المرجع فى علم الاجتماع «المقدمة» والذى أصدره منذ 7 قرون أن «العصبية القوية مثل الدين أو الولاء أو الفكر المشترك أو القومية هى أساس بناء الدول واستمرارها».

ويؤكد ابن خلدون أن «مهمة الدولة هى حماية المجتمع وأفراده».

ويقسم ابن خلدون أجيال بناء الدولة إلى 3 أجيال:

الأول: يقوم بالبناء والعناية به.

الثانى: يسير على خطى الأول ويقوم بتقليده.

الثالث: هو ما يمكن تسميته بجيل الهدم لما سبق من أجل تشييد بناء جديد.

ونحن الآن فى مرحلة الجيل الثالث، بدأ الهدم وبانتظار الجديد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متـى تسقط الدول متـى تسقط الدول



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon