توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر كراهية «أردوغان» لـ«السيسى وبن زايد وبن سلمان»

  مصر اليوم -

سر كراهية «أردوغان» لـ«السيسى وبن زايد وبن سلمان»

بقلم : عماد الدين أديب

ما هو سر كراهية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لكل من الرئيس السيسى، والشيخ محمد بن زايد، والأمير محمد بن سلمان؟

لماذا يبذل كل هذه الجهود لتشويه سمعتهم ومحاربتهم والإساءة لهم مهما كانت التكاليف؟

الإجابة المباشرة الأكثر احتراماً أنه خلاف أيديولوجى فكرى، لكن الحقيقة أعمق والوقائع أكثر فظاعة.

خلاف «أردوغان» مع ثلاثتهم له قصة مختلفة التفاصيل مع كل واحد منهم.

تعالوا نلخص كل واحدة على حدة.

نبدأ اليوم بسر كراهية الرئيس التركى للرئيس عبدالفتاح السيسى.

تبدأ القصة حينما بدأ رجب طيب أردوغان يشكل فى يناير 2008 أول لوبى تركى فعال فى واشنطن بهدف التأثير على إدارة الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما.

كان الهدف من اللوبى الذى رُصدت له أموال طائلة 4 أمور:

1- التسويق للدور السياسى لشخص رجب طيب أردوغان كشخصية عالمية.

2- تسويق مبدأ أن تركيا هى القوة الإقليمية العظمى المقبولة من كل أطراف منطقة الشرق الأوسط التى يمكن أن تعتمد عليها واشنطن كنقطة ارتكاز أساسية، على أساس أن كلاً من مصر، وإيران وإسرائيل لديها مشاكل مختلفة لا تؤهلها -حينئذ- للعب هذا الدور.

3- أن تركيا، تحت قيادة حزب العدالة والتنمية، تستطيع أن تلعب دورها فى المحيط الأوروبى، وأن «واشنطن» تستطيع أن تدعم القبول الكامل لعضويتها فى الاتحاد الأوروبى.

4- أن تركيا من خلال نموها الاقتصادى واتفاقاتها الأمنية مع «واشنطن» و«تل أبيب» واتفاقاتها التجارية مع روسيا وإيران ووجود قاعدة «أنجرليك» الأمريكية، قادرة على أن تكون «الكنز الاستراتيجى» الذى يمكن لإدارة الرئيس أوباما أن تعتمد عليه.

وجاء اللقاء الأول بين «أردوغان» و«أوباما» ليبدأ الرجل فى تسويق فكرة قديمة جديدة تسيطر عليه وهى: أن محاربة الإرهاب الإسلامى السنى بالقوة -كما فعلت حرب جورج دبليو بوش ضد العراق- أثبتت فشلها السياسى وارتفاع تكاليفها الاقتصادية والعسكرية.

ويأتى «أردوغان» بـ«الحل العبقرى» من وجهة نظره الذى حاول تسويقه بقوة لباراك أوباما: «إذا لم تستطع أن تقهر قوى الإسلام السياسى فإن أفضل حل هو التعاون والتصعيد السياسى لجماعة الإخوان المسلمين».. ليبدأ تسويق فكرة أن «الإخوان» هى نموذج الإسلام السنى المعتدل!

كان «أردوغان» يدرك أن قنوات الحوار الخلفية بين الإدارة الأمريكية والتنظيم الدولى للإخوان تزداد وتيرتها فى «لندن» و«واشنطن» منذ أحداث سبتمبر 2001.

من هنا كانت نظرية «أردوغان» هى: «إن دعم واشنطن لجماعة الإخوان هو الحل البديل والأفضل للأنظمة الرئاسية فى العالم العربى التى ينتمى حكامها للمؤسسة العسكرية، أو للملكيات والإمارات التى ينتمى حكامها للقبائل والعائلات المالكة»، من هنا يصبح الإخوان بديل الجيوش والقبائل.

ولا نفشى سراً إذا أكدنا أن دور «أردوغان» والمخابرات التركية كان مهماً ومؤثراً فى دعم جماعة الإخوان فى مصر وفى الولايات المتحدة منذ أحداث يناير 2011 حتى نهاية حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

كان صعود جماعة الإخوان عقب أحداث يناير فى مصر «بمثابة نصر شخصى لأردوغان» ونظريته التى سوّقها لـ«أوباما»، وكان فوز الدكتور مرسى بالمقعد الرئاسى لحكم مصر هو «فرحة لا تعلوها فرحة» لـ«أردوغان».

خلال فترة حكم الإخوان دخلت الاستثمارات والمصالح والاستخبارات التركية إلى مصر بقوة وسرعة غير طبيعية يدعمها تمويل قطرى مشبوه.

وبدأ «أردوغان» يسوق فى «واشنطن» فكرة «الترويكا» الجديدة فى المنطقة، القائمة على الزعامة التركية، والمال القطرى، والدور الشعبوى لتنظيم الإخوان «عربياً ودولياً»، وأن هذا «التحالف» هو القادر على تلبية مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة كإسلام سياسى سنى عميل فى مواجهة «داعش والقاعدة والشيعة».

كان «أردوغان» يحلم بعودة الخلافة العثمانية بشكل عصرى، وأن يصبح هو ذلك الخليفة الذى يعيد للمسلمين دورهم ومكانتهم من خلال دويلات تنتظم تحت حكم «الباب العالى» فى «أنقرة»!

كان نجاح نموذج الإخوان المسلمين فى مصر مسألة المسائل، وحجر الزاوية فى خطة وأحلام «أردوغان».

تحطمت كل هذه الأحلام على صخرة ثورة الشعب المصرى العظيمة فى 30 يونيو 2013.

حاول «أردوغان» أن يفعل المستحيل داخل أجهزة البيت الأبيض فى الساعات الأولى من ثورة المصريين كى يصدر «أوباما» بياناً صريحاً ضد ما حدث فى مصر واعتباره انقلاباً، ويتم بعدها اعتبار النظام المصرى نظاماً مارقاً تتخذ ضده إجراءات دولية فى مجلس الأمن الدولى بناء على طلب تركى - قطرى!

لم يحدث ما تمناه «أردوغان»، وكان خروج 33 مليون مصرى ومصرية -فى أكبر مظاهرة مدنية فى العصر الحديث- تحطيماً لمشروعه وإصابة حلمه بالفشل العظيم!

من هنا لم يعد تنظيم الإخوان فى مصر هو المتضرر الوحيد من ثورة يونيو 2013 بل أصبح -أيضاً- لها أعداء ضُربت مصالحهم فى مقتل، منهم تركيا وقطر الراعيان الرسميان للتنظيم الدولى للإخوان.

من هنا أيضاً أصبح الجيش المصرى عدواً، وأصبح الرئيس عبدالفتاح السيسى، بطل هذه الثورة، يمثل كابوساً حقيقياً وسداً منيعاً ضد مشروع «أردوغان» للخلافة.

غداً البقية بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر كراهية «أردوغان» لـ«السيسى وبن زايد وبن سلمان» سر كراهية «أردوغان» لـ«السيسى وبن زايد وبن سلمان»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon