بقلم عماد الدين أديب
«التعصب» هو آفة العقل الشرير الذى يحرض أصحابه على القتل والتدمير والتخريب.
التعصب هو سبب الحروب القبلية والدينية والعنصرية منذ عصور ما قبل التاريخ.
التعصب هو سبب الحربين العالميتين اللتين أفقدتا البشرية أكثر من 500 مليون قتيل ومائة مليون جريح ومعوق.
التعصب هو الذى جعل عقل «هتلر» النازى يعتقد أن الجنس «الآرى» هو الجنس المتفوق على كل من عداه من أجناس البشر.
التعصب هو الذى جعل «موسولينى» يسلك سلوكاً فاشياً، وجعل صدام حسين يلقى غازات سامة على مواطنيه من الشيعة، وجعل معمر القذافى ينتقم من القبائل التى لا تنتمى إلى مسقط رأسه، وجعل بشار الأسد يخوض حرباً لصالح الأقلية العلوية التى ينتمى لها ضد الأغلبية السنية!
التعصب أسقط حضارات وهزم أنظمة ودمر جيوشاً وهدم اقتصادات دول.
وأعظم ما فى الرؤية الإنسانية للإسلام أنه يخاطب الناس كافة ولا يفرق بين اللون والجنس والعرق والمذهب والطبقة ويضع «التقوى» وحدها هى القياس الأساسى فى الحكم على سلوك البشر.
التعصب يؤدى إلى تفضيل البعض على الآخر، وهو أقصر طريق إلى الإقصاء.
وما عاش أى نظام قام على الإقصاء وغاب عنه منطق الاحتواء وعدم التفرقة بين فريق وآخر، أو طبقة وأخرى، أو مذهب وآخر، أو منطقة وأخرى.
فى الفقه الإسلامى الجميع أبناء آدم، وكلهم من خلق الله، وفى العلوم السياسية الجميع يجب أن يكونوا أبناء الوطن، وجميعهم يتساوون فى الحقوق والواجبات.
هذه ليست شعارات فارغة أو كلاماً رومانسياً أو رؤية إنسان «مدروش»، لكنها الوصفة الوحيدة لنجاح الأنظمة فى ظل سِلم اجتماعى.