السباب الذى وجه إلى بعض أعضاء الوفد الإسلامى المرافق لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نيويورك هو أمر «معيب وغير أخلاقى».
وما قيل من قبل البعض تجاه الزميل يوسف الحسينى هو عمل غريب على الأعراف المصرية فى حياتنا السياسية.
وثبت إعلامياً أن هذه الأعمال هى من تنظيم أعضاء جماعة الإخوان فى الولايات المتحدة الذين قرروا التشويش والإساءة لزيارة الرئيس السيسى لنيويورك.
ومنذ أن تأسست الجمعية العامة للأمم المتحدة وهناك جماعات مختلفة تنتمى لتيارات عديدة تتظاهر احتجاجاً على سياسات تختلف معها.
التظاهر السلمى فى العالم هو حق مشروع وفى مدينة نيويورك هو أمر معتاد طالما أن هذا التظاهر يتم بترخيص مسبق، ويتبع قواعد التظاهر السلمى غير العدائى الملتزم بالقواعد الأخلاقية.
وما تم فى نيويورك ضد الزملاء هو عملية سباب وشتائم وليس تظاهراً.
ولست أعرف من ذا الذى سوف يستفيد من الإساءة لأجواء كلمة مصر فى الجمعية العامة.
قد يختلف البعض مع الرئيس، لكنهم يجب ألا يختلفوا مع مصلحة مصر وسمعتها!
متى نستطيع أن نعرف كيف نختلف مع من نعارضه الرأى أو نختلف معه فى المصالح؟
متى نعرف التفرقة بين «الشخص» كائناً من كان و«الموضوع» الذى يحمله معه إلى الرأى العام العالمى.
أى رئيس سابق أو حالى هو فى النهاية يمثل الدولة والشعب فى مصر، لذلك يتحتم علينا مهما اختلفنا معه أو مع نظامه أن نحترم «المنصب» الذى يتولاه، والموقع الذى يمثله.
رئيس مصر هو رئيس واحدة من أقدم الدول التى عرفتها البشرية فى العالم، لذلك يتعامل معه زعماء الدول وتتعامل معه المؤسسات والهيئات الدولية بالاحترام اللائق والواجب.
فى العالم يستقبلون فى نيويورك زعماء أكثر الدول عداء للولايات المتحدة، لأنها مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتم التفرقة الكاملة بين سياسة الولايات المتحدة وبين حيادية الجمعية العامة للأمم المتحدة.
استقبلت نيويورك فى الستينات الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف فى قمة قواعد الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو.
واستقبلت نيويورك الزعيم الكوبى فيديل كاسترو الذى كان يصنف العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية.
واستقبلت نيويورك الزعيم جمال عبدالناصر بكل الاحترام، رغم أنه كان يمثل تيار عدم الانحياز المعادى لسياسات واشنطن.
الشعوب والجماعات والهيئات المتحضرة هى التى تعرف كيف تمارس حق الاختلاف وتصوغ أسلوباً محترماً فى ممارسة حق الاحتجاج.
ما حدث تجاه الوفد الإسلامى المصرى فى نيويورك هو عمل مسىء لمن قام به ولسمعة كل المصريين.