توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة الفقر.. وإدارة الثروة

  مصر اليوم -

إدارة الفقر وإدارة الثروة

عماد الدين أديب

ما هو الفارق بين إدارة الفقر وإدارة الثروة؟

الإجابة المباشرة المختصرة هى «حسن الإدارة»!

من الممكن أن تدير دولة فقيرة ولكن بأسلوب علمى وعملى يمكّنك فى النهاية من أن تحول الفقر إلى ثروة.

ومن الممكن أن تدير دولة ثرية ولكن من خلال سوء إدارتك لثروتها يمكنك أن تأخذها إلى الإفلاس التام!

والدليل على ذلك عشرات قصص النجاح لرجال استطاعوا أن يقوموا بإجراءات إصلاحية لاقتصادات دول شديدة الفقر، محدودة الموارد، طاردة للاستثمار وجعلوها نقطة جذب عالمية للأموال والتجارة والصناعة.

خير نموذج لهؤلاء «مهاتير محمد» الذى شغل منصب رئيس وزراء ماليزيا من العام 1981 حتى العام 2003 واستطاع أن يحقق المعجزة الماليزية وحوّل بلاده من دولة تستورد كل شىء إلى دولة تصنّع وتصدّر للعالم كل شىء.

وأهم ما يميز فكر «مهاتير محمد» هو القدرة على ممارسة «التفكير الإبداعى» الذى يؤمن بأن كل مشكلة لها حل شريطة مصارحة النفس بالحقائق واتباع نظم الإدارة الواقعية القائمة على تجاوز البيروقراطية لأن العبرة فى خدمة المصلحة العامة بالإنجاز والنجاح.

ومن قصص النجاح نجد الجنرال «بارك» فى كوريا الجنوبية، و«لى كوان يو» فى سنغافورة، و«دونج هيسياو بينج» فى الصين، و«تورجوت أوزال» فى تركيا.

بالمقابل هناك اقتصادات دول كبرى ذات ثروات وموارد طبيعية وإمكانيات جذب سياحى تعانى من البطالة، ويخيم عليها شبح الإفلاس، مثل فرنسا التى تم تخفيض تصنيفها الائتمانى بشكل مخيف، وإيطاليا المتعثرة فى الديون، واليونان وإسبانيا اللتين أصبحتا عبئاً ثقيلاً على اقتصادات منطقة «اليورو».

هناك دول نفطية تعانى الآن من ارتفاع نسبة البطالة، وذلك بسبب الاعتماد على اقتصاديات أسواق المال وليس اقتصاد الصناعة والتجارة الذى يؤدى إلى خلق فرص عمل.

ويقول «مهاتير محمد»، فى محاضرة له فى العاصمة الأردنية منذ أيام، إن إعطاء أى إنسان فرص عمل مناسبة هو أعظم إنجاز اقتصادى يمكن أن يقوم به أى نظام.

وركز «مهاتير» على ضرورة قيام دول المنطقة العربية باختيار المشروعات ذات العمالة الكثيفة حتى تدور حركة العمل والإنتاج ويتحول من يعانون من البطالة إلى قوى منتجة يتوافر لها فائض نقدى يجعلهم من المستهلكين الذين يشترون بضائع وخدمات تنعش الأسواق بقوى أخرى فى المجتمع.

لا يجب لأى منا أن يتحجج بنقص الموارد أو ندرة رأس المال لأن المشكلة لا تكمن فى توافر الثروة من عدمه، ولكن فى أسلوب إدارتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الفقر وإدارة الثروة إدارة الفقر وإدارة الثروة



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon