توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التكفير السياسى!

  مصر اليوم -

التكفير السياسى

عماد الدين أديب

نحن نظهر رفضنا الكامل لكل من يمارس التكفير الدينى علينا أو على غيرنا، بينما نقع جميعاً فى فخ أسوأ من التكفير الدينى وهو التكفير السياسى!

جميعنا نمتلك الامتياز الحصرى والتوكيل الوحيد للنزاهة والشرف، بحيث نستطيع أن نصدر أحكاماً سياسية على من يخالفنا الرأى.

نحن نقول ونكتب ليل نهار «هذا فاسد»، وذاك «كاذب» وهذا لا يصلح للمنصب «وذاك تاريخه أسود».

نمتلك قائمة اتهامات لا تنتهى، نوجهها هكذا دون سند أو أدلة ضد كل من يخالفنا الرأى، ودون مراعاة أثر ذلك عليهم أو على سمعتهم أو أسرهم.

وأسهل الأمور هو تسريب أكذوبة على مواقع الإنترنت حتى تتحول فى دقائق على الشبكة العنكبوتية إلى مادة صحفية يستخدمها الجميع وكأنها معلومة حقيقية، وكأنها وثيقة اتهام دامغة لا تقبل الشك!

منطق التكفير السياسى يقوم على أن هناك قوى «سلفية سياسية»، بمعنى أن هناك من يمتلك الأصول الفكرية السياسية، وهو قادر من خلالها على أن يوزع الأوسمة على هذا أو يوزع الاتهامات على ذاك.

إن منطق «أنا قادر على أمنحك صفة (بطل) أو صفة (خائن) بناءً على حكم خاص يصدر منى وحدى بناءً على أهواء نفسى» هو عمل خطير للغاية!

الرأى العام والقانون وحدهما هما اللذان يملكان الحق فى إنصاف هذا أو إدانة ذاك.

نحن نتميز بقسوة لا حدود لها فى الحكم على الغير، ونمارس هذا الأمر بلا انضباط قانونى ولا معايير أخلاقية.

نذبح بعضنا البعض، ونقوم يومياً بالاغتيال المعنوى لغيرنا دون أن نتقى الله ودون أن ندرك مخاطر التدمير المعنوى لبعضنا البعض.

التكفير السياسى أخطر ما يهدد تماسك أى مجتمع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكفير السياسى التكفير السياسى



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon