توقيت القاهرة المحلي 14:21:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحُكم وعنصر التوقيت

  مصر اليوم -

الحُكم وعنصر التوقيت

عماد الدين أديب

قال «برنارد شو» إن عنصر التوقيت بالغ الأهمية فى 3 أشياء هى قصص الحب والغرام، وفى الطهو، وأيضاً فى السياسة!

فى الغرام يصبح التوقيت أمراً بالغ الأهمية لأنه يتصل بمدى إدراك الحبيب أن الوقت قد حان كى يصارح محبوبته، لأنه إذا تسرع فى المصارحة فقد يصاب بخيبة الأمل إذا رفضته، وإذا تأخر فإنه قد يفقدها، لأن هناك من كان أذكى منه واختطف قلبها قبله!

وفى الطهو يصبح عنصر الوقت عنصراً أساسياً لأن إنضاج الطعام يحتاج إلى زمن محسوب، فإذا تسرع الطاهى فى تقديم الطعام قبيل استكمال النضج فإن الطعام يصبح غير قابل للأكل، وإذا تأخر عليه فى الفرن احترق!

ونأتى لعنصر التوقيت فى السياسة.. فإن الأمر تصبح له أولوية قصوى!

متى يدرك الرئيس مثلاً ضرورة تغيير الحكومة التى زهق الناس من أدائها، أو متى يرفع الأسعار، أو متى يخفضها.

التوقيت مهم للسياسى حينما يختار الوقت المناسب لترشيح نفسه أو لتقديم استقالته.

والزمن عنصر أساسى يغيب أحياناً عن بعض الساسة الذين يدركهم الوقت ويبقون طويلاً طويلاً فى السلطة بحيث تصبح السلطة أبدية.

السياسى الحكيم هو الذى يدرك متى يدخل لعبة السياسة ومتى يخرج منها، ومتى يرشح نفسه ومتى يعلن تقاعده.

عنصر التوقيت هو الذى أضاع حكم عشرات الحكام والزعماء لأنهم أدركوا الحقيقة المُرة بعد فوات الأوان.

مثلاً.. قال الرئيس التونسى زين العابدين بن على لشعبه: «لقد فهمتكم» ولكن كان ذلك بعد ثورة لم تقبل إلا برحيله.

وكان التوقيت هو مشكلة أنظمة صدام حسين، وحافظ الأسد، ومعمر القذافى، وزين العابدين، وعلى عبدالله صالح، وجعفر نميرى، وتشاوشيسكو.

السلطة مَفسدة، والسلطة المطلقة مَفسدة مطلقة، والحكم الأبدى غير المحدد بالمدة الزمنية يؤدى إلى الفساد وزواج المال بالسلطة من قِبَل الدائرة الضيقة القريبة من الحاكم.

الحاكم الرشيد هو الذى يعرف أن الوقت قد حان كى يرحل طواعية وهو فى قمة إنجازه بدلاً من أن يتناسى عنصر الوقت فيضطر مرغماً إلى ترك الحكم إلى المعتقل أو المنفى أو برصاصة غادرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحُكم وعنصر التوقيت الحُكم وعنصر التوقيت



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon