توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه

  مصر اليوم -

الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه

عماد الدين أديب

جسد الاقتصاد المصرى يحتاج إلى علاج، والعلاج صعب، ويحتاج إلى قدرة على التحمل لأن الدواء مر وشديد المرارة.
هذا الدواء المر تراكمت على مرِّ العهود محاولات الهروب منه منذ عهد السادات إلى مبارك إلى المجلس العسكرى وصولاً إلى الإخوان.
لم يجرؤ أحد على التعامل مع مسألة الدعم بشكل عام أو الاقتراب من دعم الطاقة بكل أشكالها.
الأرقام تقول إن خزانة البلاد تكلفت 670 مليار جنيه خلال عشر سنوات على هيئة دعم للطاقة. وتحاول حكومة المهندس إبراهيم محلب مواجهة المشكلة التى تهرّب من حلها كل رؤساء الحكومات فى مصر وقاموا باختيار الحل السهل وهو استمرار الدعم للطاقة وليكن ما يكون، وليتم تصدير هذه الأزمة وتأجيل الحل إلى حكومة أخرى فى المستقبل القريب أو البعيد تستطيع أن تتحمل الكلفة السياسية والأمنية لهذا القرار الصعب.
أحياناً يكون القرار الصحيح هو القرار الأكثر إيلاماً. أحياناً أيضاً لا يتحمل جسد المريض مرارة الدواء أو ردود فعله وتأثيراته ومضاعفاته. وما نشهده هذه الأيام من ردود فعل على قرارات رفع الدعم عن الطاقة هو «مرحلة التعبير عن مضاعفات الدواء المر والشكوى من القرار الصحيح المؤجل تاريخياً منذ أكثر من 40 عاماً».
حكومات كثيرة فى اليونان وإسبانيا والبرتغال وفرنسا دفعت ثمن محاولات تقديم الدواء المر الذى يجب أن يتجرعه المجتمع من أجل الإصلاح الاقتصادى المنشود. وفى بعض المجتمعات نجحت الحكومات فى تمرير مسألة قبول هذا الدواء مثل حالات مجتمعات اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة. هناك مجتمعات لم ترغم الجميع على دفع فاتورة واحدة مثل تجربة الصين التى أنشأت المقاطعات الصناعية الخاصة التى يحصل من فيها على مرتبات مجزية ولا يحصلون بالتالى على أى دعم للسلع أو الخدمات.
إنها مرحلة صعبة، وظروف شديدة الدقة، وهى مرحلة اختبار مؤلمة، لكنها مرحلة العلاج التى لا بديل عنها، التى أصبح فيها الدواء دون فاعلية واستلزم الأمر أن يقوم الطبيب بإجراء جراحة عاجلة.
السؤال: هل يتحمل جسد المريض المرهق على مر السنين هذه الجراحة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon