توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه

  مصر اليوم -

الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه

عماد الدين أديب

جسد الاقتصاد المصرى يحتاج إلى علاج، والعلاج صعب، ويحتاج إلى قدرة على التحمل لأن الدواء مر وشديد المرارة.
هذا الدواء المر تراكمت على مرِّ العهود محاولات الهروب منه منذ عهد السادات إلى مبارك إلى المجلس العسكرى وصولاً إلى الإخوان.
لم يجرؤ أحد على التعامل مع مسألة الدعم بشكل عام أو الاقتراب من دعم الطاقة بكل أشكالها.
الأرقام تقول إن خزانة البلاد تكلفت 670 مليار جنيه خلال عشر سنوات على هيئة دعم للطاقة. وتحاول حكومة المهندس إبراهيم محلب مواجهة المشكلة التى تهرّب من حلها كل رؤساء الحكومات فى مصر وقاموا باختيار الحل السهل وهو استمرار الدعم للطاقة وليكن ما يكون، وليتم تصدير هذه الأزمة وتأجيل الحل إلى حكومة أخرى فى المستقبل القريب أو البعيد تستطيع أن تتحمل الكلفة السياسية والأمنية لهذا القرار الصعب.
أحياناً يكون القرار الصحيح هو القرار الأكثر إيلاماً. أحياناً أيضاً لا يتحمل جسد المريض مرارة الدواء أو ردود فعله وتأثيراته ومضاعفاته. وما نشهده هذه الأيام من ردود فعل على قرارات رفع الدعم عن الطاقة هو «مرحلة التعبير عن مضاعفات الدواء المر والشكوى من القرار الصحيح المؤجل تاريخياً منذ أكثر من 40 عاماً».
حكومات كثيرة فى اليونان وإسبانيا والبرتغال وفرنسا دفعت ثمن محاولات تقديم الدواء المر الذى يجب أن يتجرعه المجتمع من أجل الإصلاح الاقتصادى المنشود. وفى بعض المجتمعات نجحت الحكومات فى تمرير مسألة قبول هذا الدواء مثل حالات مجتمعات اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة. هناك مجتمعات لم ترغم الجميع على دفع فاتورة واحدة مثل تجربة الصين التى أنشأت المقاطعات الصناعية الخاصة التى يحصل من فيها على مرتبات مجزية ولا يحصلون بالتالى على أى دعم للسلع أو الخدمات.
إنها مرحلة صعبة، وظروف شديدة الدقة، وهى مرحلة اختبار مؤلمة، لكنها مرحلة العلاج التى لا بديل عنها، التى أصبح فيها الدواء دون فاعلية واستلزم الأمر أن يقوم الطبيب بإجراء جراحة عاجلة.
السؤال: هل يتحمل جسد المريض المرهق على مر السنين هذه الجراحة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه الدواء المر الذي يجب أن نتجرعه



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon