عماد الدين أديب
الفوز بمقعد الرئاسة فى مصر ليس بالجائزة، بل إنه ابتلاء عظيم يوضع على كاهل الذى يفوز به.
رئاسة مصر بعد فقدان أكثر من 70 مليار دولار خسارة مباشرة وغير مباشرة للاقتصاد المصرى فى السياحة والاستثمار المباشر ودعم الطاقة وإنقاذ الجنيه هى عبء اقتصادى مالى لا يطيقه أى عقل اقتصادى مهما أوتى من براعة وحسن تدبير وفهم علمى لإدارة شئون المال والاقتصاد.
ورئاسة مصر فى ظل دستور جديد تمت الموافقة عليه بنسبة 98٪ يقلص سلطات اختصاصات رئيس الجمهورية لصالح رئيس الحكومة والبرلمان ويضعف من قدرة الرئيس ومرونته فى اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة بوصفه رأس السلطة التنفيذية.
ورئاسة مصر فى ظل رئيس بلا حزب حاكم قد تشكل بعد هى أزمة كبرى فيما يختص بالقدرة على تمرير القرارات من خلال السلطة التشريعية.
لذلك كله يفهم البعض خطأ أن المعركة المحتدمة هى معركة الرئاسة، بينما المعركة الحقيقية هى معركة نتائج انتخابات البرلمان.
ورئاسة مصر تأتى فى ظل توتر إقليمى حاد وتغيرات فى المعادلات الدولية تجاه المنطقة، وفى ظل مخاطر أمنية مع السودان وليبيا وإسرائيل وحماس.
ورئاسة مصر فى ظل أعلى منسوب للعنف والإرهاب شهدته مصر منذ عهد دويلات المماليك حتى الآن وفى ظل انقسام واضطراب فى الجامعات والشوارع والميادين هى مسئولية جسيمة على صانع القرار.
رئاسة مصر فى ظل رأى عام ثار فى يناير 2011، ومنذ ذلك التاريخ لم يهدأ، وارتفعت معه أسقف الأحلام ولم تهبط حتى الآن إلى أرض الواقع، ويعيش حالة من الرفض لكل شىء وأى شىء بسبب الشك الشديد فى كل القيادات فى الماضى والحاضر والمستقبل.
رئاسة مصر فى ظل سقوط هيبة مكانة الرئاسة وسقوط رئيسين فى أقل من 3 سنوات وتغيير 9 حكومات فى 4 سنوات، وفى ظل محاكمات وإعادة محاكمات للجميع ضد الجميع!
لذلك كله الفائز فى الرئاسة هو فى الحقيقة.. خاسر!
"الوطن"