عماد الدين أديب
تهنئة من القلب للمشير عبدالفتاح السيسى لتوليه رئاسة مصر.
هذا من القلب، أما ما يقوله العقل، فهو تحذير من 3 مخاطر أزلية تهدد كل من يحكم مصر المحروسة فى هذا العصر الحديث.
المخاطر الثلاثة هى:
1- الفتنة التى يمكن -لا قدر الله- أن تقسم البلاد والعباد.
2- عدم الكفاءة لدى الجهاز البيروقراطى التنفيذى.
3- حزب الفساد المالى والإدارى الذى استوطن فى كافة مفاصل الدولة والمجتمع.
وتاريخ الفتنة فى حياتنا معروف، وأشهر هذه الفتن هى انقسام الأمة عند اغتيال سيدنا عثمان بن عفان، رضى الله عنه، والخلاف على ولاية معاوية أو على للحكم عقب هذا الحدث.
الفتنة الكبرى حدثت منذ أكثر من 1400 عام، وما زالت جذورها متوغلة فى أمة الإسلام، وصار الخلاف المذهبى داخل أمة الإسلام أقوى وأعتى من أثر الدين الحنيف ذاته.
إذن،الفتن تحدث حتى بين من بشروا بالجنة وبين صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والذين تلقوا العلم والهداية من عقله وقلبه ولسانه الشريف الذى لا ينطق عن الهوى.
وإذا صح ذلك فى عهد صحابة الرسول، فما بالك بهذا المجتمع الذى جعلته المادة والصراع على المال والسلطة والمنافع الشخصية على استعداد لبيع أى شىء وكل شىء؟!
أما بالنسبة للخطر الثانى، وهو خطر الكفاءة، فإن البلاد والعباد لا ينصلح حالهم بالنوايا الطيبة والقلوب الطاهرة فحسب، لكن ولاية أمور الناس والتصدى لمشاكلهم تحتاج إلى الخبرة المزودة بالعلم.
والسلطة التنفيذية لا تعنى الحكومة فحسب، فنحن والحمد لله لدينا رئيس حكومة كفء ومخلص ونزيه وصاحب إنجازات، وهو المهندس إبراهيم محلب، ومعظم فريقه الوزارى من الأكفاء.
لكن الحكومة بالمفهوم الغربى هى كل الجهاز التنفيذى للدولة، من وكلاء الوزارة إلى رؤساء الوزارات، إلى المحافظين ونوابهم والمجالس المحلية وأعضائها إلى أقل وحدة إدارية تتعامل مباشرة مع المواطنين.
رئيس الوزراء وحده، وحكومته مهما كانوا على قدر عظيم من الكفاءة، لا يمكن لهم أن ينجزوا فى ظل جهاز إدارى شاخ وتقدم به الزمن وأصبح خارج الصلاحية.
الخطر الثالث، وهو ذلك الفساد الذى أصبح أسلوباً للحياة ووسيلة للإنجاز فى الدوائر الحكومية، وهو حزب قوى وراسخ داخل مؤسسات الدولة له أنياب ولديه وسائل بيروقراطية قادرة على تعطيل أى إنجاز وإفشال أى إصلاح.
إن معركة «السيسى» الأولى ستكون بإعلان الحرب على هذه الثلاثية: الفتنة، وعدم الكفاءة، والفساد.
هذه ثلاثية خطيرة تحتاج إلى فهم وصبر وإخلاص.