عماد الدين أديب
منذ أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى حوار مع الشباب خرجت 3 ردود فعل مختلفة تعكس أحوال الموقف السياسى الحاكم للمزاج العام للنخبة السياسية فى مصر.
الاتجاه الأول جاء مرحباً بمبدأ الحوار مع الجميع، ويرى أن بداية الحوار مع الألتراس هو بداية صفحة جديدة تدشن فصلاً جديداً للانفتاح السياسى بعدما عاشت البلاد ظروفاً أمنية استدعت التركيز على «الاستقرار والأمن مهما كان الثمن».
ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن مبادرة الرئيس خلال مداخلته فى برنامج «القاهرة اليوم» هى أمر يتعين دعمه وتشجيعه واعتباره فرصة يجب عدم تفويتها.
الاتجاه الثانى يؤمن بأن المرحلة الحالية وما سبقها لا تستدعى أى تساهل أو حوار مع «أصحاب الفكر الثورى»، الذى أدى -من وجهة نظرهم- إلى تدهور أوضاع البلاد والعباد منذ 25 يناير 2011.
ويرى هؤلاء أن «البلاء كله» يتركز فى تلك الثورات «المشبوهة» و«المدعومة» من الخارج والتى تمثل مؤامرة حقيقية على سلامة الوطن.
ويؤمن أنصار هذا الاتجاه أنه لا جدوى للحوار مع روابط الألتراس التى أدينت بحكم قضائى نهائى وبات على أنها تنظيم إرهابى، وبالتالى فإن أى حوار معهم هو حوار خارج القانون وعديم الجدوى.
ويضيف هؤلاء أن الحوار مع «الألتراس» سوف يجعلهم يتصرفون وكأنهم «دويلة داخل الدولة» يتعاملون وكأنهم فوق القانون.
الاتجاه الثالث فى التعامل مع مبادرة الرئيس بالحوار يقوم على مبدأ الترحيب الحذر «بمعنى أنه لا يتفاءل بشكل مغرق وفى ذات الوقت لا يرفض أى فتح للجسور مع أى قوى كائنة من كانت».
هذا الاتجاه يرى أننا إذا رفضنا الحوار من ناحية المبدأ فكأننا نقول للشباب: «الحوار ممنوع من جانب السلطة، إذاً ليس أمامكم سوى النزول للشارع والتظاهر سلماً أو عنفاً».
ويرى أنصار هذا الاتجاه أنه لا يجب الحكم مسبقاً على أى حوار بأنه فاشل لا محالة.
ويضيفون: وحتى لو كانت احتمالات الفشل هى 99٪، فالأمر من الأهمية لمحاولة الرهان على فرصة النجاح حتى لو كانت واحداً فى المائة.
ويقول أنصار هذا التيار: إذا حدث تصلب وجمود وفشل من جانب الطرف الآخر، لا يمكن ساعتها لوم الدولة والحاكم والحكومة على أنهم تسببوا فى تدهور الأوضاع وإغلاق باب الحوار دون أى مبرر أو أى نية صادقة للقبول بالشباب.
نحن فى زمن يجب أن تكون فيه الأولوية للاستقرار والتماسك وحماية «مشروع الدولة» من الانهيار المؤدى إلى الفوضى المؤدية إلى التقسيم الرأسى والأفقى للأرض والشعب والمؤسسات.
هذا الهدف يستدعى أن نفعل أى شىء ونذهب إلى أى مكان ينقذ هذا البلد من المؤامرة.