توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا نموذج «الدولة الفاشلة»

  مصر اليوم -

سوريا نموذج «الدولة الفاشلة»

عماد الدين أديب

قال وزير الثقافة اللبنانى الأسبق، الدكتور طارق مترى، إن سوريا هى النموذج الأمثل لما يُعرف باسم الدولة الفاشلة.

الدولة الفاشلة، هى ذلك الكيان الذى تنهار فيه مقومات الدولة التقليدية المعروفة: «الأرض، والشعب، والوطن».

انقسمت وتشرذمت الأرض، وتقاتل الناس رأسياً وأفقياً، فضاع مفهوم الوطن الذى يضم الجميع تحت مظلته الكبيرة.

نحن إزاء وطن سابق لسكان لا يتفقون على نظام سياسى واحد وتحولوا إلى شعوب وقبائل وطوائف وقوميات ومناطق مختلفة ومتقاتلة.

فى الحالة السورية خسر الوطن الواحد -حتى الآن- قرابة الـ700 ألف قتيل وأكثر من 2 مليون جريح ومعوق و15 مليون لاجئ ونازح فى الداخل والخارج.

فى الحالة السورية تبلغ خسارة الاقتصاد الوطنى قرابة 170 مليار دولار، ويتردد أن كلفة إعادة إعمار البلاد والعباد قد تصل إلى تريليون دولار.

نحن نتحدث عن 7 ملايين طفل فقدوا مقاعد التعليم، وضاعت منهم أيام الطفولة البريئة وعرفوا معنى الدم والقتل واليتم والعنف والدمار.

نحن نتحدث عن مناطق تكره بعضها البعض، فاللاذقية أصبحت مركز حكم طائفة النظام الحاكم، وحلب أصبحت الهدف المطلوب تدميره، ومناطق الأقلية الكردية هى ساحة المجازر.

وأصبحت العاصمة دمشق منطقة خطر ومخاطر بدلاً من أن تستمر فى لعب دورها كعاصمة الأمويين التاريخية ومركز ثقل مشروع حضارى وتاريخى.

كل شىء انهار من طرطوس إلى حلب ومن تدمر إلى حماة، ومن حمص إلى أدلب.

سقطت صناعة النسيج والحرير التاريخية وتوقفت عملية تصدير الحلوى الشامية الشهيرة، وتم نهب احتياطى القمح السورى الكبير، وتم شفط النفط السورى من الأرض وبيعه بأبخس الأثمان فى الأسواق السوداء.

لم تعد الشام وطناً لياسمين شعر نزار قبانى ولا ألحان القدود الحلبية لصباح فخرى، ولا ضحكات وقفشات دريد لحام.

لم تعد سوريا هى سوريا، ولا الناس هى الناس، وأصبح القتال على أرض سوريا هو حرب الغير على أرض الشام لأكثر من مليون مقاتل أجنبى ينتمون لأكثر من مائة جنسية من كل اتجاهات بوصلة العالم.

تحولت سوريا من بلد الحضارة إلى ساحة قتال، مرتزقة العالم جاءوا إليها بسلاحهم وأموالهم وطوائفهم ومذاهبهم وجنونهم ورغبتهم فى ممارسة فن تدمير الذات وتدمير الآخرين.

لذلك كله لا أعتقد أن ألف مؤتمر للسلام فى جنيف أو دمشق أو الرياض أو أى عاصمة أخرى قادر على إعادة سوريا إلى سابق عهدها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا نموذج «الدولة الفاشلة» سوريا نموذج «الدولة الفاشلة»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon